شهدت جبهة ريف اللاذقية في اليومين الماضيين تصعيداً متزايداً، وسط حديث مصادر مؤيدة للجيش السوري عن قرار عسكري رسمي بوجوب استعادة السيطرة على بلدة كسب خلال الأيام القليلة المقبلة. ورغم أن المعطى الميداني المعقّد في المنطقة يوحي بعدم إمكانية استعادتها في زمن قياسي، غير أن المصدر قال إن «الأيام القليلة المقبلة ستحمل أنباء تطهير كثير من النقاط في ريف اللاذقية الشمالي، وصولاً إلى تحرير كسب».
وأضاف أن «المؤكد أن العدّ العكسي قد بدأ في ريف اللاذقية الشمالي».
بدوره، قال مصدر «جهادي» لـ«الأخبار» إن «الجيش النصيري وشبيحته يحاولون التقدم، لكنّ إخوتنا المجاهدين أعدوا الكثير من المفاجآت. وقد تعاهدوا على أن الانسحاب من كسب بعد تحريرها أمرٌ دونَه استشهادُ جميع المجاهدين». وهذا «ما لن يحدث بإذن الله. فكلّما استشهدَ مجاهدٌ نفرَ عشرةٌ بدلاً منه» وفقاً للمصدر.
وعلمت «الأخبار» أن وتيرة تدفق «الجهاديين» الشيشان عبر الحدود التركية إلى مناطق ريف اللاذقية قد انخفضت خلال الأيام الماضية، الأمر الذي يتناسب عكسياً مع تدفقهم إلى مدينة حلب وريفها، التي تشهد معارك بدت مرتبطةً منذ انطلاقها بمعارك كسب. ووفقاً للمعلومات، فإن قادة «حركة أحرار الشام»، باتوا الآن المتزعمين الفعليين لتحركات المسلحين في ريف اللاذقية الشمالي، ويعاونهم قادة «جبهة النصرة».
ميدانياً، استهدفت مدفعية الجيش مواقع المسلحين في رأس البسيط والبدروسية وكسب. وتحدث كلٌّ من الطرفين عن «إيقاع خسائر فادحة» في صفوف الآخر. فيما تجددت المعارك في محيط قمة «تشالما»، التي تبادل الطرفان السيطرة عليها خلال الأيام الماضية، الأمر الذي برره المصدر الميداني السوري بأن «القوات المسلحة تشن هجماتٍ خاطفة بغية تحقيق أهداف معينة، وتعاود الانسحاب». فيما قال المصدر «الجهادي» إن «قواتهم انسحبت تحت ضربات المجاهدين، ولن يستطيعوا الاحتفاظ بأية نقطة يحتلونها. أحياناً يضطر المجاهدون إلى الانسحاب بفعل هجمات الطيران. لكنهم لا يلبثون أن يستعيدوا ما خسروه». وأضاف: «إذا كان الطيران في صفهم، فإن الله في صفّنا».