صحيح ان الأجهزة الامنية شدّدت إجراءاتها الاحترازية في محيط وزارتي الدفاع والداخلية ومبنيي المديرية العامة للامن الداخلي والمديرية العامة للامن العام، إلا ان أكثر الاجراءات تشدداً نفّذت في محيط سجن رومية المركزي. الطريق الرئيسية المؤدية إلى السجن مقطوعة امام السيارات والشاحنات والآليات. بات على اهالي السجناء المشي مسافات طويلة لزيارة أبنائهم، والخضوع لتفتيش دقيق قبل الوصول إلى السجن. وبحسب مصادر امنية، ارتفعت وتيرة الحذر بسبب تزايد التهديدات باقتحام السجن بواسطة شاحنة مفخخة، بهدف تهريب سجناء إسلاميين مقربين من «جبهة النصرة». وآخر هذه التهديدات علني، صدر امس عن امير «جبهة النصرة» في منطقة القلمون السورية (ريف دمشق الشمالي).
لكن مصادر أمنية لفتت إلى أن الاجراءات غير مرتبطة حصراً بمعلومات عن إمكان تنفيذ عملية من خارج السجن، بل بوجود معطيات تشير إلى تحضير بعض السجناء لعملية فرار كبرى من داخل السجن. والأمر لا يقتصر على ذلك. ففي حوزة احد الأجهزة الامنية معلومات «موثوقة عن تورط اثنين من السجناء الإسلاميين في إدارة خلايا امنية خارج السجن، من خلف القضبان». وقالت مصادر أمنية لـ«الأخبار» إن إحدى الخلايا الارهابية التى ضبطت أخيراً مرتبطة مباشرة باثنين من السجناء. واستغربت المصادر استمرار الوضع على ما هو عليه في السجن المركزي برومية، وخاصة لناحية «الفلتان» المسيطر عليه. ولفتت المصادر إلى صور جرى تداولها قبل أيام لقادة محاور طرابلسيين في السجن وهم يقيمون مأدبة كبيرة كما لو انهم في مطعم. وتحدّثت عن دور يؤديه وزير العدل أشرف ريفي في تحسين اوضاع عدد من المساجين، ومحاولة إخراج بعضهم من السجن، لأسباب انتخابية طرابلسية. وتساءلت عن السبب الذي يحول دون تسريع محاكمات الموقوفين الإسلاميين، ونزع احد فتائل التفجير من الزنازين، علماً بأن ريفي لطالما رفع هذا المطلب للمزايدة على خصومه او بعض أبناء فريقه السياسي. وعبّرت المصادر عن استغرابها لأن إدارة السجون لم تجد بعد حلاً لانتشار أجهزة الاتصالات المتطورة في السجن، وخاصة بين أيدي سجناء أُوقف بعضهم بالجرم المشهود وهم يشغّلون خلايا انتحارية او يقودون سيارات مفخخة.
وعد أبو مالك
الشامي السجناء الإسلاميين بـ«الفرج»
خلال «أيام معدودات»


وكان أمير «جبهة النصرة» في القلمون أبو مالك الشامي، قد وجّه أمس رسالة صوتية تحت عنوان «هذا بلاغ للناس»، وعد فيها السجناء الإسلاميين في رومية بـ«الفرج» خلال «أيام معدودات». ووصف الشامي السجناء الإسلاميين في رومية بـ«أسارى المسلمين وإخواننا المجاهدين» قائلاً: «اصبروا ما هي إلّا أيام معدودات وتُفرج بإذن الله. أحسنوا الظن بالله». وهدد الشامي ببدء معركة «داخل لبنان وعلى قرى الروافض حصراً».
على صعيد آخر، نفذت استخبارات الجيش أمس عمليات دهم في منطقة الطريق الجديدة في بيروت بحثاً عن مطلوبين في قضايا إرهابية خلف الجامعة العربية وأبراج الشمس على الكولا، في ظل انتشار واسع للجيش على جميع مداخل المنطقتين.
وذكرت مصادر لـ«الأخبار» أن الجيش لاحق مشتبهاً فيه سعودياً قد يكون مرتبطاً بالعمليات الإرهابية التي وقعت. وفي هذا الخصوص، كشفت المصادر الأمنية عن توقيف الجيش سيدة أردنية تقيم في الطريق الجديدة منذ نحو سنة، مشيرة إلى أن السعودي المذكور يقيم معها منذ قرابة ستة أشهر. ولفتت المصادر إلى أن السيدة المذكورة كانت تدّعي أمام جيرانها أن الأخير شقيقها.
وأوضح قائد الجيش العماد جان قهوجي قبل اجتماع أمني عقد في السرايا الحكومية أن «عمليات الدهم التي تحصل في الطريق الجديدة مترابط بعضها ببعض».
وحضر الاجتماع الأمني الذي ترأسه رئيس الحكومة تمام سلام، وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير الدفاع سمير مقبل وعدد من القادة الأمنيين.
وأوضح مقبل أن المجتمعين أكدوا «ضرورة التنبه الى المخططات المشبوهة»، وشددوا على أهمية تضافر جميع الجهود، مؤكدين «عدم التهاون مع الإرهاب تحت أي عنوان كان»، ومعتبرين «أن هذه الظاهرة طارئة على اللبنانيين ولن تجد منفذاً لها». وشددوا على «استمرار التنسيق بين الأجهزة والمضي في دحر المخططات الإرهابية».
ورداً عن سؤال، أجاب: «لهذه الدقيقة كل شيء مضبوط وتحت السيطرة وكل الإخباريات الإعلامية التي تظهر في الإعلام غير دقيقة». وأوضح أن «الخطط الأمنية كلها ستنفذ في جميع المناطق وقريباً جداً في بيروت»، لافتاً إلى أن «هناك درساً جدياً للتنسيق مع الجهات الفلسطينية داخل المخيمات مع الأجهزة الأمنية اللبنانية».