فراريج

أوقات، بكون راكبة بالفان مثلا.. ورايحة ع الشغل، وواقف السير، طبعاً، ومصاقبة قدامنا بالضبط، في سيارة تابعة لشركة ما، بتاكل هوا، وبآوقات فراغها بتوزع فراريج، ومرسوم عليها اعلان للشركة، متمثل بفروج، مبسوط وضحكتو رطل آولاً، ومنتوف تانيا، ويمكن مبسوط لانو منتوف، ما بعرف. عم ينادي ع المستهلكين الابريا امثالنا انو : تعالوا دوقوني وشوفوا قديشني طيب وشهي ولحمي طري!

إنو معقول هالإعلان لأي درجة بلا اخلاق؟ عن جد؟ فضلا عن انو غبي وأهبل لإنو اكيد الفروج مش دايق لحم نفسو حتى ينصحنا فيه.. بس انو معقول يعني؟ إنو مش لاقيين حدا يعمل اعلان عن البضاعة الا الفقيد شخصياً؟.
ذكرني هالإعلان بموقف حصل بعيد حرب تموز سنة ٢٠٠٦. في ضيعة إسمها مروحين بالجنوب تعرضت خلال العدوان الاسرائيلي لمجزرة راح ضحيتها حوالي ٢١ واحد ووحدة من الضيعة. الإسرائيلية ضلوا محتلين مقبرة الضيعة لآخر يوم بالعدوان لا بل لكم يوم بعده. والقتلى، الشهدا يعني، تحللت جثثهم لإنو ما كان في محل بالبرادات المزدحمة بمستشفيات الجنوب. والحرب طولت ٣٣ يوم.. ولما انسحب العدو من المقبرة، طبعا طلعت الناس تدفن موتاها، بس ما كان عندهم قدرة ينقلوا الجثث لانها كانت فعلا "تعبانة" كتير. يومها، تبرع تيار المستقبل، كون الضيعة سنية، ببعض سيارات الاسعاف وهيك اشيا لوازم الدفن. لهون القصة بعدها انو "كلاسيك" لبنانية. بس الفظيع مش هون. الفظيع انو لما كانوا بدهن ينزلوا الشهدا بمثواهم الاخير، وانا كنت هونيك عم غطي، لانو غطيت كل هيديك الحرب، واذ بتفاجأ بالمستقبل جايب معو كمية من ملصقات كبيرة الحجم، مرسوم عليها الشهيد رفيق الحريري مع عبارة "لعيونك"! و"ما كان منهم" الا ان شو؟ صاروا يلفوا كل جثة قبل ما تنزل ع القبر بملصق من هالنوع! ايه والله. هلق ليش؟ لمين باعتين الملصق؟ مين بدو يشوفو تحت التراب وينضم لتيار المستقبل؟ منشان اهل الضيعة ولا بس منشان عدسات المصورين؟ وهودي الشهدا من التيار فعلا؟ ولا هو نوع من "سبونسر" ما بعد الاستشهاد لاي سني؟.
مش هون الموضوع، الموضوع مصادرة جثة وتحويلها باقسى لحظة من الحياة.. لحظة عودتها الى التراب، الى لوحة اعلانية!
هلق شو علاقة اول خبرية بالتانية؟ ولو؟ مبينة. انو بدك تقللي انو المستقبل حزب؟ انو انت متآكد انو مش شركة مثلا؟ تماما متل شركة الفراريج؟ باعلانات واسعار وعروضات وموظفين وسيكوريتي ونظام منح للطلاب وبنك الخ..؟ طبعا الحكي مش بس ع "المستقبل"، بس حضر المثل. وما بظن العامل او المعاز او الشوفير من بشري مثلا، من اللي "مع جعجع للموت" حالتو احسن! كمان هيداك شو؟ فروج.
اذا في فرق.. بيكون بس: انو هدوليك، بالخبرية الاولى اكيد فراريج، بينما بالخبرية التانية بني آدمين، شهدا يعني.. بس هيدا الفرق بيعزز الفكرة. لآنو الفروج ما عليه لوم، اصلا لو بيقدر يدافع عن نفسه، أكيد ما كان تركهم يدبحوه. ما بيحكي الفروج. بس الناس؟ لما بيقبلوا يتحولوا لفراريج؟ انو فيك تلوم الشركة ساعتها؟ لا. انها شركة. مش وطن. الشركة بتدور ع مصالحها..
بقصد:ع القليلة، الفروج ما بيعرف يقول "لعيونك".

التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 11/23/2014 1:25:08 PM

ولو ست ضحى؟ معقول ما عرفتي معنى ما فعله الحريريون في مروحين؟ كنا يعملون حسب ما يقوله مثل شعبي معروف مفاده : " ما متت، ما شفت مين مات." وبمفعول عكسي: اذا متت ستشوف مين مات. وكرعبون صداقة هذه صورة للميت لكي يراه الميتون، ولو غصبا عنهم. في مجتمعات مختلفة لا مجتمعات متخلفة كما هو موجود في لبنان والمنطقة يعتبر سلوك تيار المستقبل مع الشهداء اعتداء على حرمة الموت والموتى. ولكن في لبنان هذا كله مسموح ومقبول لا لسبب شرعي او اخلاقي او وطني او انساني بل "لعيونك". تيار المستقبل جماعة فاقدة الخجل والحشمة ولا يدل سلوكها الا على احتقار للبنان شعبا ودولة واحتقار واستخفاف خاص بجماعة تيار المستقبل انفسهم اي ما يسمى اهل السنة والجماعة. قال غوار الطوشي:" يضرب الحب شو بيذل." غوار اللبناني يقول:" يضرب الفقر شو بيذل." ملاحظة هامة: مشكلة لبنان ليس الفقر بل الافقار بحيث ترضى الناس ان يعتدي على حرمة موتاها من يدعي انه يمثلها وترضى ان تقتل اولادها في اصحاب القضية من عائلة "شهيد" واولاد شهيد" يشمون الهوا في باريس.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

هالة هالة - 11/21/2014 1:23:31 PM

فعلا من اكتر الاعلانات استفزازاً للبني آدم يلي بياكل دجاج، فكيف للنباتيين؟ ايام الطفولة، كانت امي تبعتني لأشتري فراريج من عند بياع الدجاج، وكان دارج انه يدبحن قدام الزبون. ما بيروح من بالي صوت الديك يلي بتكمشه ايد البياع،صوته بيحشرج وهو بعد ما اندبح، صوت مين عارف انو رايح عالدبح، واعي تماماً ليلي رح يتعرض له، طبعاً، ما كم ديك من قبله اندبحوا، والديوك الباقيين صامتين صمت من نجا من الذبح و"لسنان" حاله يقول : "طلعت فيه، خيّ، نفدت بريشي هالمرّة!" الديك، بيعرف تماماً انو رايح عالدبح، ورفقاته بيطنشوا، مفتكرين حالن زمطوا، مش عارفين انو نهايتهن كلهن عالدبح! مقالة كتير حلوة، وكلنّا عالنتّافة عزيزتي

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

فيصل باشا/برلين فيصل باشا/برلين - 11/2/2014 12:22:21 AM

إذا افترضنا انو الحريري مات، يعني كم مرة مات ؟ وكم مرة دفنوه؟ وكفنوه (م) بصور الحريري، يعني دود الحرير منو وفيه. او ما مات وحو واقف تمثال حاطط ايد بيجبة ومادد التانية، حقاً قام ؟ واذا الخلاف مع الاخرين انهم يقدسون القبور، طيب هيدا المقام لمين؟ والكل يتحدث عنه وعن سيرته ويدفنوا صوره مع امواتهم،ع هيك لشوا الخلاف ع ولاية الفقيه، وهنى عاملين ولاية الفقيد. ومع كلشي انا لا اعتبره مات، والدليل غنت له ماجدة الرومي بذكرى عيد ميلاده، يعني ما بعرف واحد ميت واحتفل بعيد ميلاده. ضيعتينى يا ضحى انا عقلي بحجم عقل الدجاجة صغير ما بيتحمل، بس اذا الدجاجة بتحكي بعد الذبح، الميت بيحكي وبياكل جاج مسحب. هو مات وشبع موت بس وزع شركاته ع العائلة هو من الاساس كان شريك مع ال سعود (شركة سعودي أوجيه) وبشراكة اوجيه انترناسيونال مع شيراك، وبعدين شارك الشعب اللبناني بأمواله عبر المضاربات بالدولار، وعبر أملاكه بأسهم سوليدار، وتزوج بنك عودة وخلف بنك البحر المتوسط الخ. وخير خلف لخير سلف، والخلف كملوا المسيرة عملوا تيار ببنك الدم، وبمبادئ نست اللبناني الهم وبعديين شرعوه بحزب. نادر مدير مكتب، احمد أمين عام تيار " المستقبل" الأم اخت الفقيد رئيس فعلي للجنود الست عفواً ( زنود الست) وأخيها الرئيس بصفة وزير سياحة مهاجر. مافب الا هند نفدت بحارسها ، ما تحكيلي قصص بخبرك روايات القوات، حاجة وصف مزرعة واحدة بيكفي عشان البرودكت ما ينضرب،ما منيح للإعلان. بس هنى فاتحين مزرعة ليس نحن راضين نكون دجاج؟ قال : علي بن أبي طالب رضي الله عنه ‘ لو كان الفقر رجلاً ... لقتلته !” لو كان الهبل رجلا لقتلته.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مغتربه مغتربه - 11/1/2014 6:29:43 PM

يا ست ضحي مقالتك اليوم حزينه وبتقشعر البدن بس واقع مرير للأسف. لا افهم كيف يقبل أهل الشهداء بذلك او انهم يعتبرونه تكريما لضحاياهم ؟؟؟؟؟؟ تصرف لا انساني بامتياز.. يعني بلد شركات وتجار حتي بالأموات

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

زياد الفلسطيني زياد الفلسطيني - 10/31/2014 5:25:41 PM

حلووووووه

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

متابع متابع - 10/31/2014 2:38:00 PM

كنا نزور القرية ونستمتع بأحاديث كبارها،وما زلت اذكر امثالهم،المال السايب يعلم الناس الحرام،العين والمخرز،شمعة طوله وغيرها،ولكن ما دفعني للتذكير هو سيرة هذا اللبناني مع الفروج.لقد اصبحنا فراريج لمصلحة زعماء من كل الطوائف ،ونحن وجبات جاهزة تحت الطلب.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم