القاهرة | في أقل من أسبوع، وجّه أربعة فنانين مصريين انتقادات علنية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما انقسمت ردود الأفعال بين اعتبار تلك التصريحات بداية حملة لانتقاد الرئيس، واعتبارها محاولة جادة لإصلاح المسار.
من يتابع الساحة الإعلامية في مصر، فلن يجد تفسيراً مقنعاً للسؤال الآتي: لماذا قامت الدنيا ولم تقعد ضد الممثل المصري خالد أبو النجا بعد هجومه على السيسي (الأخبار 18/11/2014)، ولم يتكرّر الأمر نفسه مع المخرج خالد يوسف، أو السيناريست وحيد حامد؟ هل لأنّ أبو النجا استخدم تعبير «ارحل» حين قال «قد نقول له ارحل قريباً»، أم لأنّ تصريحاته كانت مصوّرة، أم أن الاستياء من تشويه سمعة خالد أبو النجا منع الإعلاميين المتعصبين للنظام الحالي من تكرار الهجوم عليه، أم أنّ أسماء مثل خالد يوسف ووحيد حامد محسوبة بالأساس على السيسي وليس لائقاً إطلاق حملات ضدها؟ علامات استفهام عدّة اعتادها متابعو الشأن العام في مصر منذ «ثورة يناير»، لكن المؤكد أنّ أسبوعاً واحداً شهد انتقادات هي الأولى من نوعها للرئيس المصري.
خالد يوسف أحد أفراد حملة السيسي الانتخابية، قال في مؤتمر بعنوان «مستقبل مصر» نظّمه أخيراً «منتدى البحوث الاقتصادية» إنّ «نبض الشارع مختلف عمّا يطرحه الإعلام والتقارير الأمنية، ونسبة الرضى الشعبي عن السيسي تتناقص». ووفق موقع جريدة «المصري اليوم»، انتقد يوسف صنّاع القرار الذين يحددون اتجاهات الرأي العام من خلال التقارير الأمنية «التي فشلت في توقّع ما حدث من قبل»، مضيفاً أنّ «الإعلام ليس واجهة للواقع»، محذّراً من الاعتماد على التلفزيون في معرفة اتجاه الرأي العام. الجريدة نفسها نشرت عنواناً غير متوقّع لمقابلة مع السيناريست وحيد حامد، هو «إذا كانت التركة ثقيلة على السيسي، فليتركها».
حامد المعروف بمخاصمته القديمة للإخوان المسلمين، لم ير أنّ الحرب ضدّهم مسوّغ لفشل الحكومة داخلياً، مشدداً على أنّ «المعنيين بمحاربة الإرهاب هما الجيش وقطاع من قطاعات الشرطة. أين إذن باقي القطاعات؟».
انتقد محمد عطية المصالحة المفاجئة
بين مصر وقطر


وتابع: «وزراء الخدمات مثلاً ليس لهم علاقة بالإرهاب، ومن يرِد منهم أن يحارب الإرهاب فعليه أن ينجح في عمله. أما أن تأخذ كل القطاعات في الدولة من الإرهاب شمّاعة للهروب من مسؤوليتها، فهذا قمة الفشل». وهنا، لام حامد الرئيس المصري لأنّه «لم يتخذ خطوات جادة في سبيل تطهير الجسم الحكومي كله». واللافت أنّ الصحافية التي أجرت الحوار، رانيا بدوي، مؤيدة دائمة للسيسي، وسبق أن تسببت في أزمة دبلوماسية قبل أشهر لأنّها أغلقت الهاتف في وجه السفير الإثيوبي في القاهرة يوم كانت تعمل في قناة «التحرير».
إلى جانب أبو النجا، ويوسف، وحامد، استمر محمد عطية نجم الموسم الأوّل من برنامج «ستار أكاديمي» في تغريداته المعارضة للسيسي. وبرغم أنّ موقفه معلن منذ أشهر، وخصوصاً بعد دعمه المرشح المنافس حمدين صباحي، لم يمنع ذلك من تعرّضه لهجوم جديد. الهجوم تضمن كالعادة اتهامات غير أخلاقية، وخصوصاً أنّه دعم خالد أبو النجا في موقف الأخير من الرئيس. كذلك، انتقد عطية المصالحة المفاجئة بين مصر وقطر، على اعتبار أنّ القاهرة وافقت على طلب الرياض مباشرة برغم الحشد الإعلامي المستمر ضد الدوحة. وهذا يوحي كأن المحروسة تتخذ مواقفها السياسية بحسب الظروف، كما قال عطية. والأخير أكد لمتابعيه على تويتر ثبات موقفه المعارض للإخوان، كما أنّه يعارض «الحكم الشمولي متمثلاً في الرئيس السيسي».