في تطور لافت، قال مصدر دبلوماسي عربي، على هامش القمة العربية في شرم الشيخ، إن إمكانية استخدام القوة العربية المشتركة، التي تقرر تشكيلها، في ليبيا «متاحة ومطروحة أمام الجامعة العربية، خاصة مع تجاهل المجتمع الدولي لتطورات الوضع في الداخل الليبي وانتشار الجماعات الإرهابية». وأشار المصدر إلى أن «الفترة المقبلة ستشهد دوراً أكثر فعالية للجامعة العربية بشأن الأزمات العربية المتراكمة، وعلى رأسها اليمن وليبيا وسوريا، مع اختلاف الظروف السياسية والأمنية لكل دولة».
وطالب البيان الختامي للقمة بتقديم الدعم السياسي والمادي الكامل لما وصفته بالحكومة الشرعية في ليبيا، بما في ذلك دعم الجيش التابع لها، في إشارة إلى الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في طبرق شرقي البلاد. كذلك طالب القادة العرب في البيان نفسه مجلس الأمن الدولي بالإسراع في رفع الحظر عن واردات السلاح إلى الحكومة الليبية (في إشارة إلى حكومة عبدالله الثني في طبرق)، محمّلين المجلس مسؤولية منع تدفق السلاح إلى الجماعات الإرهابية. وشدد البيان على دعم الحكومة الليبية في جهودها لضبط الحدود مع دول الجوار، وهو قرار تحفظت عليه قطر بالكامل، فيما فسّرت الجزائر الفقرات المتعلقة برفع الحظر وتسليح الجيش الليبي بأنه يندرج ضمن السياق السياسي للحل.
وفي آخر التطورات الميدانية في ليبيا، نقلت وكالة الأنباء الليبية عن آمر القطاع الحدودي في منطقة أجدابيا، بشير أبو ظفيرة، تأكيده يوم أمس توصل طرفي الصراع (حكومة المؤتمر الوطني العام أو البرلمان المؤقت في طرابلس، وحكومة طبرق) إلى اتفاق ينهي المواجهات في منطقة السدرة، يقضي بانسحاب قوات عملية الشروق إلى مدينة سرت من جهة، وقوات حرس المنشآت النفطية والقوات المساندة لها من جهة أخرى، وقيام حرس المنشآت بتأمين الموانئ مؤقتاً، على أن يقتصر انتشارها في بوابات الموانئ فقط، وذلك إلى أن يوضع تصور جديد لجهاز الحرس النفطي. وشدد أبو ظفيرة على ضرورة تجنيب النفط الصراعات السياسية، لكونه ملك لجميع الليبيين و«مصدر دخلهم الوحيد»، مشيراً إلى استئناف تشغيل الموانئ النفطية «في الأيام المقبلة».
وكان الناطق باسم قوات «الشروق» التابعة لقوات «فجر ليبيا»، العقيد إسماعيل الشكري، قد أعلن يوم أول من أمس أن قوات الشروق تراجعت إلى حدود منطقة هرواة، شرقي مدينة سرت، بناءً على اتفاق تم مع قوات حرس المنشآت النفطية المنتشرة في منطقة الهلال النفطي، ورفض الشكري الكشف عن تفاصيل الاتفاق قبل «إتمام جميع الترتيبات» ذات الصلة.
وكان المؤتمر الوطني العام قد كلف في الـ16 من شباط الماضي الكتيبة 166 التابعة لرئاسة أركانه باستعادة السيطرة على المقار الحكومية في مدينة سرت وتأمينها. وتخوض الكتيبة، بمساندة قوات «الشروق»، معارك متقطعة منذ أسابيع، في محاولة للسيطرة على المدينة ومناطق تقع إلى شرقها كانت قد سيطرت عليها في وقت سابق مجموعات تنسب نفسها إلى تنظيم «الدولة الإسلامية».
وفي تطورات الميدان أيضاً، قامت طائرات الجيش التابع لمجلس النواب في طبرق (شرقي ليبيا)، صباح أمس، بقصف منطقة زوارة غربي البلاد، مستهدفة تمركزاً لقوات فجر ليبيا التابعة للمؤتمر الوطني العام في طرابلس، فيما ساد الهدوء جبهات القتال في الغرب الليبي. وبحسب رئيس بلدية زوارة، حافظ معمر، استهدف القصف الذي نفذته طائرات حكومة طبرق «موقعاً عسكرياً جنوب مدينة زوارة، لكنه لم يحقق هدفه ولم يؤدّ إلى أي أضرار مادية أو بشرية». وعن الأوضاع الميدانية، قال المسؤول في غرفة عمليات فجر ليبيا، مفتاح بوليفة، إن «الهدوء الحذر لا يزال (حتى صباح أمس) يسيطر على الموقف منذ 3 أيام، مع وجود اشتباكات متقطعة جنوب منطقتي العجيلات والجميل (غرب)». وأوضح بوليفة أن «كلا الطرفين (القوات التابعة لكل من حكومتي طبرق وطرابلس) لا يزال يسيطر على مواقعه، باستثناء تقدم كبير لفجر ليبيا جنوب طرابلس، حيث أمّنت فجر ليبيا كامل منطقة العزيزية والقرى الصغيرة جنوبها»، مضيفاً أن «عمليات فجر ليبيا العسكرية القادمة ستستهدف تأمين الأجزاء الغربية لمنطقة ورشفانة غرب العاصمة، حيث لا يزال يشوبها توتر بسبب عمليات نوعية ليلية تقوم بها الخلايا النائمة التابعة لقوات الزنتان (الموالية لحكومة طبرق)».
وكان مسؤولون في فجر ليبيا أعلنوا مؤخراً عن «تسلل عدد من العناصر الجمعة قبل الماضي إلى جنوب العاصمة وغربها، والتحموا بخلايا نائمة، ما سبّب توتراً أمنياً كبيراً» أعقبه اشتباكات مسلحة عنيفة أدت إلى انسحاب قوات الزنتان الموالية لحكومة طبرق التي تقدمت باتجاه العزيزية جنوب العاصمة.

(رويترز، الأناضول)