ويعدّ نهر بيروت من أكثر الأنهر تلوثاً حيث تصب في مجراه المياه المبتذلة الناتجة من المجاري الصحية، اضافة الى النفايات السائلة الصناعية الناتجة من عشرات المعامل.مستشار وزير البيئة غسان صياح أكد في اتصال مع «الأخبار» أن الوزير كلف فريقاً متخصصاً من دائرة مكافحة تلوث البيئة السكنية في الوزارة، برئاسة بسام صباغ، للتوجه إلى منطقة نهر بيروت للكشف على مياه النهر التي صبغت باللون الأحمر ووضع تقرير عن أسباب التلوث ومعرفة المادة التي تدفقت في مجرى النهر ومصدرها وتحديد نوعيتها.

وكانت وزارة البيئة قد وعدت في تحقيقات سابقة لحادث مماثل بأن تحدد المنطقة التي تمتد بداخلها شبكة المجارير التي تمّ رصدها، والتي من خلالها وصلت هذه المادة إلى مجرى نهر بيروت، بالتعاون مع وزارة الطاقة ومجلس الإنماء والإعمار. كما وعدت بأن تتعاون مع الجهات الأمنية والبلديات المعنية من أجل تحديد المؤسسات الصناعية التي تستعمل مواد التلوين وأخذ عينات منها ومقارنتها مع العينة الأصلية، بهدف تحديد الملوث وإحالته إلى القضاء المختص، لكن هذه الوعود بقيت حبراً على ورق ولم تسلك طريقها إلى التنفيذ.
الحادثة الأولى لتلوث مياه نهر بيروت بالمادة الحمراء تعود الى ١٥ شباط ٢٠١٢، وقد تحركت إثر تلك الحادثة وزارة البيئة والنيابة العامة التمييزية. وأكد فريق من وزارة البيئة الذي تعقب مجرى المياه في اتجاه قناطر زبيدة، حيث يجري النهر في أحد أكبر روافده، وصولاً إلى منطقة الشيفروليه، أن مصدر هذه المادة الملتبسة هو أحد المجارير التي تصب في مجرى نهر بيروت وتغير اللون إلى الأحمر. وقد أخذت عينات من المياه من مصدرها المفترض لإخضاعها لفحوص مخبرية لتحديد المادة الملوثة.
وبعد أسبوعين على أخذ العينات، أعلن وزير البيئة السابق ناظم الخوري نتائج الفحوص المخبرية التي أجريت لكشف طبيعة المادة التي لوّنت مياه نهر بيروت باللون الأحمر والتي أثبتت أنها «تُصنّف ضمن المواد العضوية غير الخطرة وغير المضرّة بالبيئة». وتبيّن أن مصدر هذه المادة الحمراء هو مجرور رئيسي يصب في مجرى نهر بيروت تحت الجسر الذي يربط مستديرة الشيفروليه بمنطقة سن الفيل باتجاه فندق الحبتور، وتبيّن أن المادة نوع من الصبغة التي تستعمل في تلوين مواد صناعية عدة بكميات كبيرة.