أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق، ايهود باراك، أن الجيش الإسرائيلي نجح في الانسحاب من لبنان عام 2000، من دون أن يسقط له أي قتيل خلال الانسحاب، ولكنه أعرب عن أسفه الشديد من انهيار جيش لبنان الجنوبي، حتى قبل أن يبدأ جيشه الانسحاب.وأضاف باراك في مقابلة للقناة الأولى العبرية أمس، أن حزب الله هو «ثمرة وجود الجيش الإسرائيلي في لبنان طوال سنوات، وهو ليس كما يرى بعضهم ثمرة انسحابه (الجيش) من الأراضي اللبنانية»، لافتاً إلى أن قوة الحزب وتعزز مكانته وقدراته جاءت نتيجة لهذا الوجود، وليست نقيضاً ذلك.

باراك الذي تولى أيضاً منصب وزير الأمن في أكثر الحكومات الإسرائيلية بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، أشار أيضاً إلى أن حزب الله لم يكن موجوداً في 1982 مع بداية عملية «سلامة الجليل»، لكنه «نما أمام أعيننا، وتحول من مجرد أوز أمام الصيادين الإسرائيليين في البداية، إلى قوة لا يستهان بها لاحقاً... خلال سنوات معدودة وجدنا أنفسنا في مواجهة تنظيم من نوع آخر، إذ اضطرت إسرائيل والموساد، على سبيل المثال، إلى أن تلاحق الحزب وتهرول إلى الدول الأوروبية كي تتعقب عناصره وهم يتزودون بأجهزة إلكترونية حساسة مكنته من مواجهة الآلة العسكرية والتقنية الإسرائيلية، ومن بينها أجهزة إلكترونية تمنع سلاح الجو من تفجير العبوات من الجو».
في السياق نفسه، قال رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي بين عامي 2003 و 2005، اللواء يسرائيل زيف، إن صورة الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان أسهمت كثيراً في ترك أثر سلبي، وأظهرت أن الجيش الإسرائيلي لم ينتصر هناك. وقال زيف، إن «المسألة التي يجب أن تشغلنا ليس الانسحاب بحد ذاته، بل ما حدث في أعقابه، وتحديداً لناحية قدرات حزب الله وقوته العسكرية». وأشار إلى أن الحزب تحول إلى منظمة عسكرية قوية جداً، «بل لا شك أنه العدو الأول لإسرائيل... علينا أن نقر بذلك، خاصة أن في حوزته قدرة صاروخية استراتيجية بناها عبر السنوات الأخيرة». وقال أيضاً إن «تورط حزب الله في الساحات الإقليمية قد يعوقه قليلاً ويحرف تركيزه عن إسرائيل، ولكن في نهاية المطاف هو مشكلة صعبة جداً من ناحيتنا».
كذلك لفت زيف إلى وجود جملة من الاعتبارات التي تحكم أسلوب إسرائيل في مواجهة أعدائها، أهمها «الخشية من دفع أثمان باهظة خلال المواجهات العسكرية، الأمر الذي ينعكس سلباً على مسألة الدخول البري إلى مناطق يجب أن نسيطر عليها خلال الحروب، وهذا ما برز جلياً في حرب لبنان الثانية عام 2006، وأيضاً في التردد حيال هذه المسألة في المواجهة الأخيرة مع قطاع غزة، وهي مشكلة من الصعب إيجاد حل لها».