في موقف هو الأول له بعد انطلاق معارك تحرير الأنبار، لفت رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، إلى أن التهيئة والاستعداد للمعركة «لم يكونا على المستوى المطلوب»، مشدداً على ضرورة أن يؤدي المقاتلون «السنّة» دوراً رئيسياً في مواجهة تنظيم «داعش».وأوضح الجبوري، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أمس، أنه كان ينبغي أن تكون هناك تهيئة أفضل للمعركة المهمة، لأن الأنبار تمثل قلعة، وإذا تم الانتصار فيها على «داعش»، فإن «ذلك سيهيئ لمعركة أكبر تتمثل في تحرير نينوى».

وأضاف: «لكن تبين بعد حين، أن مقدار التهيئة والاستعداد لم يكن في المستوى المطلوب»، مشيراً إلى أنه «زاد في الأمر أكثر طبيعة الخلافات الموجودة في بعض القضايا التي نعتبرها مهمة في ما يتعلق بوحدة القيادة ودور العشائر وإسنادها، وكذلك دور القوات العسكرية، إثر ذلك على المعنويات».
ورأى الجبوري أن العشائر تحتاج إلى إسناد ودعم بالسلاح، وهذا لم يتحقق قائلاً: «هذه النقاط يجب التركيز عليها في معركتنا مع داعش التي توصف على أنها من المكون السني». وأضاف أن «الذي يواجهها يجب أن يكون من المكون السني بعد أن يدعم، لا أن يكون تابعاً في مواجهته لها، أعتقد أن هذه قضية عسكرية وأمنية أساسية في عملية التحرير».
ورأى رئيس مجلس النواب أنه «إذا ما استطعنا أن نعيد ترتيب وهيكلة القوات العسكرية المحاربة وإسنادها ودعمها وإشراك أهالي الأنبار، فمن الممكن أن نتجاوز المشكلة التي وقعنا بها».
وعن تحرير نينوى، قال الجبوري: «لا بد أن تتولد ثقة لدى سكان الموصل بأن القوات التي تأتيهم تحررهم من حالة شاذة وتجعلهم في وضع أفضل مما هم عليه».
وأوضح قائلاً: «هناك خشية لدى سكان الموصل أن يعانوا كما عانى أهل الأنبار من عمليات نزوح وعدم وجود مناطق لاستيعابهم وما إلى ذلك».
وبين الجبوري أنه «إذا كان نموذج الأنبار وصلاح الدين الذي نستطيع أن نسوقه لا الموصل، فأنا أعتقد أن هذا النموذج غير جيد، (...) المناطق التي تم تحريرها ولم يعد سكانها بعد مرور أشهر، هذا مؤشر غير جيد وفيه رسالة لأهل الموصل الذين يجب أن يتفاعلوا مع القوات المحررة للقضاء على داعش».
وشدد على أن «السكان المحليين هم عامل مهم يجب أن يكون لهم دور مباشر في عملية التحرير» مشيراً إلى أن «أهل الموصل يتملّكهم الخوف من داعش وسلوكه وتصرفاته، ويتملكهم الخوف ممّن يحرر الموصل من داعش».
ورأى الجبوري أن الدولة مطالبة بأن تكسب ودّ سكان نينوى المسالمين الذين أجبروا على البقاء بسبب الخوف وضعف الإمكانات، من خلال الاستمرار بدفع الرواتب للموظفين.
وقال: «هذا عمل مهم في كسب ودّ المواطن حتى يكون مسانداً للدولة (...) قطع رواتب، أو عدم إيصال المساعدات الإنسانية يعني (أننا) نلقيهم في أحضان المجاميع الإرهابية».
وأضاف: «لن تستطيع القوات المحررة أن تحرر نينوى من داعش إذا لم يساعدها السكان المحليون الذين يرزحون الآن تحت بطش داعش».
(أ ف ب)