قبل حوالي عشرة أيام، وافتنا شركة «كلاكيت» بطريقة احتفالية بخبر يوضح بأن شارة مسلسلها «العراب- نادي الشرق» (أبو ظبي- lbci-ldc) المأخوذ عن رواية ماريو بوزو وفيلم كوبولا الشهير (سيناريو وحوار رافي وهبي وإخراج حاتم علي) قد تم تعديلها كرمى لعيون النجم اللبناني زياد برجي الذي وُضع اسمه في مكان يليق بمكانته الفنية ودوره في المسلسل بحسب الشركة السورية المعروفة.
لكن في الحلقة العاشرة من مسلسلها «غداً نلتقي» (كتابة إياد ابو الشامات ورامي حنا وإخراج الأخيرــ lbci ـــ ldc) غيّرت «كلاكيت» الشارة خلسة وبصمت مطبق كمن يرتكب خطأ ويرجو السترة! أو كأنها لا تريد لأحد أن ينتبه لفعلتها. إذ بدلّت بين اسم بطلة العمل كاريس بشار وبين اسم النجم مكسيم خليل ليصح اسمه أولاً رغم أن الاسمين كانا يظهران سوية على مطلع الشارة، وحتى في ذلك ظلم واضح للنجمة السورية المرموقة، على اعتبار أنها تملك تاريخاً فنياً حافلاً يؤهلها لتسيّد الشاشة في مسلسل هي بطلته المطلقة. وهو ما بدا واضحاً في حلقة الأمس عندما اكتشف المشاهد بأن القصة التي يتابعها هي عبارة عن «فلاش باك» من وحي ذاكرة وردة (كاريس بشار) بعد أن وطئت قدماها فرنسا، إضافة لحالة الحفاوة التي تواكب نجمة «زهرة النرجس» بفضل أدائها المتقن والعميق لمغسّلة أموات تلاعبت بها نوائب الدهر وأصبح نيلها لصغائر أحلامها بمثابة ضرب من الخيال. فما الذي حصل في كواليس العمل الرمضاني الأكثر أهمية حتى تراجع اسم بطلته لصالح نجم «روبي»؟
تفيد مصادر مقربة من الشركة المنتجة بأنّ مكسيم خليل وقّع عقداً مع «كلاكيت» يفيد بمرور اسمه أولاً، لكن المخرج رامي حنا كعادته يقطع طريق التدخل في صلاحياته أمام أي جهة إنتاجية يعمل معها. لذا اختار أن تظهر الأسماء بشكل ثنائي على الشاشة على أن يظهر اسم بشار أولاً. هذا الأمر أثار غضب خليل، فطلب من المخرج تغيير الشارة لصالح اسمه من دون أن يجد طلبه أذناً صاغية. لذا اختار إبلاغ الشركة المنتجة بأنه سيلجأ إلى القضاء بذريعة العقد الذي يملكه، فما كان منها إلإ أن استجابت لطلبه وغيّرت الشارة دون علم أو إذن المخرج؟!
نسأل رامي حنا عما حدث في الكواليس، فجيب في اتصاله معنا من فرنسا: «ما زلت أواظب على إنهاء العمليات الفنية على الحلقات الأخيرة في المسلسل، وموضوع الشارة أمر تقني تم بالاتفاق بين مكسيم خليل والشركة المنتجة. شخصياً أجزم بأن كاريس بشار تقدم دوراً مهماً، وهي بطلة الحكاية، وتستحق الظهور منفردة على الشارة، وربما سيكون لي حديث طويل معكم بعد انتهاء موسم العرض عن مثل هذه الإشكاليات». الخلاف على صدارة التتر أمر بات معروفاً بالنسبة للدراما السورية رغم ما تعانيه من كوارث متلاحقة. إذ سمعنا عن استبسال النجمة سلاف فواخرجي لظهور اسمها أولاً في مسلسل «بانتظار الياسمين» (دبي ــ تأليف أسامة كوكش وإخراج سمير حسين) حتى وجد المنتج خلاصاً بظهور اسمها بشكل دائري مع النجم العالمي غسان مسعود، والحالة ذاتها تكررت في أكثر من مناسبة. إذاً يستمر بعض نجوم الدراما في اعتصامهم عند قناعة بائسة حول ظهور أسمائهم أولاً، كأنه أغنى إنجاز يمكن أن يحققوه من دون أي اعتبار لحجم الدور وقيمته الفنية!