يبدو أن طموح محمد بن سلمان بأن يصبح ملكاً للسعودية لا يحتمل التأجيل كثيراً. ولي ولي العهد ووزير الدفاع «يطبخ» خطة توليه مقاليد الحكم في البلاد قريباً بعناية شديدة تحت أعين أبناء عمومه، وعلى رأسهم ولي العهد محمد بن نايف. سيناريو ولي ولي العهد المتوقع يرسم علامات استفهام حول مستقبل السعودية في ضوء موقف محمد بن نايف، رجل واشنطن القوي، من إمكانية إطاحته، وهو الذي يدير شؤون البلاد الأمنية.
ونشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية تحليلاً للكاتب سيمون هيندرسون المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج، تحدث فيه عن أن كثيراً من المراقبين السعوديين يعتقدون حالياً أن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز سيعلن تخليه عن الحكم لمصلحة نجله محمد ولي ولي العهد، وزير الدفاع. وأوضحت المجلة أنه يوجد قليل من الشك في أن الملك يرغب في أن يصبح نجله محمد ملكاً يوماً ما، إلا أن السؤال فقط يتعلق بما إذا كان ولي العهد محمد بن نايف سيسمح له بأن يتولى الحكم في الفترة بين الملك ونجله محمد.

العلاقة بين بن نايف وبن سلمان سيجري اختبارها في الأشهر المقبلة
ولفتت «فورين بوليسي» إلى أن هناك معلومات متضاربة بشأن ما إذا كانت هناك منافسة بين ولي العهد وولي ولي العهد، فالبعض يتحدث عن أن بن نايف أو على الأقل بعض المستفيدين من وجوده (الذين سيخسرون من صعود بن سلمان للحكم) يخططون لوصول بن نايف للحكم خلفاً للملك سلمان، على أن يتم تهميش محمد بن سلمان، لكن هناك بعض التقارير من أجانب على اتصال بالأميرين، تتحدث عن أن فريقي بن نايف وبن سلمان بإمكانهما العمل معاً كفريق واحد. وأشارت إلى أن العلاقة بين بن نايف وبن سلمان سيجري اختبارها في الأشهر المقبلة، حيث يدفع الرجلان المؤسسة الدفاعية في السعودية نحو هدف مشترك، على الرغم من أنه من المعروف تقليدياً أن وزارتي الداخلية التي يديرها بن نايف، والدفاع التي يقودها بن سلمان، لا يعملان جيداً إحداهما مع الأخرى. وأضافت أن هناك قوة ثالثة ممثلة في الحرس الوطني بقيادة متعب بن عبدالله الذي تقلصت آماله في أن يصبح ملكاً بعد وفاة والده، ثم قضي عليها تماماً بعدما اختار الملك سلمان نجله بن سلمان ليصبح ولياً لولي العهد في نيسان الماضي. وتحدثت عن أن متعب ينظر إليه باعتباره حليفاً لبن نايف، وما زال متمسكاً بدوره في قيادة الحرس الوطني، على الرغم من التقارير التي تتحدث عن رغبة بن سلمان في ضم الحرس الوطني إلى القوات البرية السعودية، ما يعني إطاحة متعب.
ولفتت المجلة إلى أنّ العلاقة بين ولي العهد محمد بن نايف وابن عمه محمد بن سلمان أثارت نقاشاً كبيراً في دوائر السياسة الخارجية حول العالم.


(الأخبار)