استغل وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، منبر مؤتمر صحيفة «كالكاليست» الاقتصادية، كي يوجه مجموعة من الرسائل تتصل بدور العامل الأمني في توفير الأرضية للاقتصاد وللازدهار في إسرائيل، والقدرات التي تكلف المزيد من الأموال ويمكن بها تعزيز الردع الإسرائيلي.
ووصف يعلون وضع إسرائيل الأمني منذ ما بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، «الجرف الصامد»، بـ«المعقول»، معرباً عن أمله في أن يستمر كذلك خلال السنة المقبلة. وأشار إلى أن حركة «حماس» تبدي التزاما بوقف إطلاق النار، مؤكدا أنه لو كان الأمر يتعلق بها وبحركة «الجهاد الإسلامي»، لكنا شهدنا في كل يوم عمليات إطلاق صواريخ اتجاه إسرائيل، لكنها تلتزم وقف النار «لأنها تعرف الآثار التي ستترتب على تحدينا». وواصل يعلون تقديم صورة إسرائيل التي تردع أعداءها، ليربط كل ذلك، بالعلاقة بين الاقتصاد والأمن.
وأوضح أنه «لو لم ننجح في ضرب الصواريخ التي تطلق إلى إسرائيل، لكان الاقتصاد تضرر كثيراً»، مشيرا إلى أن العلاقة بين الاقتصاد والأمن مفهومة بذاتها. ولفت يعلون أيضا إلى أن إسرائيل هي الدولة الأكثر تحصينا لكونها تمتلك طبقات دفاعية متعددة، في إشارة إلى منظومات الاعتراض الصاروخية.
ومهد بذلك ليخلص إلى النتيجة التي يريد بالقول، إن «لذلك تكاليف باهظة، لكنّ للبديل أضراراً كبيرة جداً، بشرياً واقتصادياً».
وتناول يعلون في كلمته الأحداث الأمنية الأخيرة، من جهة غزة والجولان. ورأى أن سوريا تفككت، وهي «الآن عجّة ومن غير الممكن إعادتها إلى بيضة». وقدم تقديراً استبعد فيه مطلقاً بقاء الرئيس السوري، بشار الأسد، في حكم البلاد مستقبلاً. ورأى أن سوريا ستبقى لمدة طويلة مفككة، مؤكداًَ أن إسرائيل تبادر إلى العمل في سوريا «عندما تتهدد مصالحها».
واتهم إيران بأنها تحاول منذ سنة ونصف سنة فتح جبهة في هضبة الجولان، لكنها «حتى الآن لم تنجح بفضل نشاطاتنا». وفي سياق تعليقه على العملية التي نفذها جيش العدو في مخيم جنين، أضاف يعلون أنه لو كان الأمر يتعلق بالإيرانيين «لكنا شهدنا في كل يوم عملية في إسرائيل». ولفت إلى أن نشاطات الجيش و«الشاباك»، هي ما يحول دون ترجمة المخططات إلى عمليات تنفيذية. وأكد «سياسة إسرائيل التي تقرن السياسة الأمنية بالجزرة»، مشددا على أنه «إلى جانب الحزم الذي تستخدمه إسرائيل فإنها تمنح امتيازات للفلسطينيين وزادت عدد الشاحنات التي تدخل إلى غزة».
برغم ذلك، رأى يعلون وجود فرص كامنة في التطورات التي تشهدها المنطقة، انطلاقاً من المصالح المشتركة بين إسرائيل والعديد من الدول العربية وفي مقدمتها دول الخليج، في مواجهة إيران. ولفت إلى أن المصالح تأتي قبل المؤتمرات، وقبل صياغة الاتفاقات، مشددا على أن الاتفاقات التي لا تقترن بالمصالح لا تصمد في الواقع. وأقر يعلون بأن المصالح قد تتغير، وقد تراكم جهات مثل إيران المزيد من القدرات وهو تحد ينبغي أن نواجهه. ونتيجة ذلك «ندير سياسة يقِظة مع البحث عن شركاء وليس فقط عن أعداء».
وتناول يعلون ظاهرة انخفاض أسعار النفط، ورأى أنها تسعى إلى الإضرار بمصادر غير تقليدية لاستخراج النفط الخام. ومن جهة أخرى، يخدم تخفيض أسعار النفط مصلحة أخرى، بحسب يعلون، وهي الإضرار بالاقتصاد الإيراني بعد رفع العقوبات. وكرر مواقف إسرائيل التقليدية التي هاجم فيها الاتفاق النووي مع إيران والنظام الإسلامي في طهران.
(الأخبار)