بعد نقاشات وإشكالات كثيرة، توصلت حملة «طلعت ريحتكم» والمجموعات المنضوية في «لجنة متابعة تحرّك 29 آب» إلى صيغة تُبقي الحملة خارج اللجنة، ولكن مع آلية تضمن «التنسيق الكامل»، سيجري تحديدها اليوم! بمعنى آخر، لم تنجح المحاولات التي جرت على مدى الأيام الماضية لانضمام جميع مكونات الحراك في إطار تنسيقي موحّد، واستطاعت الحملة أن تقنع الآخرين بصيغتها التي طرحتها منذ البداية، مع تعهد باعتماد «أعلى درجات التنسيق مع اللجنة والانخراط في جميع التحركات العامّة التي تدعو إليها».
وبحسب الحملة، تحافظ هذه الصيغة على خصوصيتها، وتحافظ على خصوصية اللجنة وخصوصية أي مجموعة لا تريد الانضمام إلى اللجنة.
اجواء الذين شاركوا بالاتصالات والاجتماعات، أمس، أوحت بالـ»إيجابية» على عكس الأيام السابقة، ولا سيما أن هذه الصيغة صارت الخيار الوحيد تفادياً لشق صفوف الحراك. علماً بأن مجموعة «بدنا نحاسب»، وهي من المجموعات الفاعلة على الأرض، قررت أيضاً عدم الانضمام إلى اللجنة والبقاء على تنسيق دائم مع المجموعات الأخرى، وأبدت استعدادها للمشاركة في جميع الخطوات التصعيدية التي تخدم أهداف الحراك.

خلُص الاجتماع
الى تأكيد ايجابية
الحوار الذي حصل



إذا أفضت النقاشات في الاجتماع الذي عُقد أمس في مقر المفكرة القانونية، إلى قبول الجميع بالصيغة المذكورة، وهي تقضي بتشكيل «لجنة متابعة تحرّك 29 آب»، من أجل التنسيق بين المجموعات في النشاطات والتظاهرات الأساسية، إضافة إلى إصدار البيانات، على أن تحافظ كل مجموعة على استقلاليتها وحرية العمل والتحرك. وتضم هذه اللجنة ممثلين عن الهيئات النسوية، الجمعيات البيئية، المجموعات المستقلة، اتحاد الشباب الديمقراطي، النوادي الطلابية وغيرها من المجموعات والجمعيات والحملات، إضافة إلى مشاركة كل من الوزير السابق شربل نحاس والمحامي نزار صاغية ورئيس التيار النقابي المستقل حنا غريب وعدد من الإعلاميين.
اجتماع اللجنة الذي بدأ عند الساعة الثانية ظهر الأمس واستغرق ساعتين، خلص إلى تأكيد إيجابية الحوار الذي حصل وحدد مهمات اللجنة بأمرين أساسيين: أولاً تنسيق المواقف بين المجموعات، بمعنى توحيد الموقف والخطاب والطروحات وهو ما وافقت عليه المجموعات. ثانياً، إزالة كافة الشبهات عن التحرك، خصوصاً ما قيل عن تدخل للسفارات بهدف الحفاظ على شفافية التحرك وصدقيته. كذلك خلص الاجتماع إلى الانطلاق من المطالب الأربعة الأساسية، هي معالجة أزمة النفايات واستقالة وزير البيئة ومحاسبة المعتدين على المتظاهرين وإجراء الانتخابات، كأهداف موحدة للحراك على أن يناقَش لاحقاً سقف المطالب الأخرى. وفي ما يتعلق بآلية أخذ القرارات، أكّد المجتمعون أنّ الآلية ستكون مرنة جداً، لكنها لا تزال قيد النقاش.
وستعقد اللجنة مؤتمراً صحافياً غداً بحضور كافة المجموعات المشاركة ومن ضمنها «طلعت ريحتكم»، لإعلان خطوتها التصعيدية التي ستحصل في التاسع من أيلول بالتزامن مع انعقاد طاولة الحوار، وتردد أن التظاهرة ستنطلق من حرج بيروت إلى ساحة الشهداء. كذلك سيكون هناك عدد من الاعتصامات في الأيام المقبلة في المناطق مثل راشيا، بعقلين، النبطية ومرجعيون، إذ تركّز اللجنة على أهمية تحريك المناطق والحشد للتظاهرة الكبرى.