من المفترض أن تبدأ الشاحنات بنقل النفايات إلى عكار، الأسبوع المقبل، بحسب خطة وزير الزراعة أكرم شهيّب، إلا أن الاعتراضات مستمرة، ولا يزال الأهالي يرفضون الموافقة على استخدام مكبّ سرار لرمي نفايات بيروت وجبل لبنان.
أمس، أقدم عدد من الشبان على منع أحد سائقي الجرافات العاملة من استكمال عمله في مكب سرار، وعمدوا إلى مصادرة مفاتيح الجرافة، الأمر الذي دفع الشركة المتعهدة إلى وقف العمل في الموقع لحين توافر مواكبة أمنية لحماية العاملين والمعدات. ومنذ مدة، عمد عدد من المتطوعين في حملة #حراس_عكار إلى إيقاف كل شاحنة وتفتيشها، على طول الطريق الممتدة من العبدة حتى العبودية، وذلك لمنع إدخال النفايات بطريقة مموهة بالرمال إلى مكب سرار في عكار. وتلقّى هؤلاء المتطوعون دعماً من تجمع شبان وفاعليات العبودية، الذين نصبوا خيمة عند مفرق بلدة سرار في العبودية، وهم طالبوا بضرورة وقوف كل أبناء عكار إلى جانبهم في اعتصامهم، وما زالوا على موقفهم: «لن تمر شاحنة إلى المكب إلا على جثثنا».

من المفترض أن
تبدأ الشاحنات بنقل النفايات إلى عكار الأسبوع المقبل



في هذا السياق، دعت المجموعات العكارية المحتجة على إقامة مطمر في عكار إلى اعتصام حاشد، تحت شعار «عكار لعيونك توحدنا»، اليوم السبت، عند الساعة الخامسة عصراً، على شاطئ العبدة - مفرق حمص.
التحضيرات في مكبّ سرار تجري على قدم وساق لتحويله إلى مطمر جاهز لاستقبال نفايات بيروت وجبل لبنان، حيث انتهى العمل بشق الطريق التي تصل المكب بأوتوستراد منجز - العبودية، ومن المتوقع فرشها بمادة الزفت اليوم أو غداً، بحسب المشرفين على العمل. وأوضح أحد المتعهدين لـ»الأخبار» أن «الأعمال اللوجستية في المطمر أصبحت جاهزة، ونستعد لاستقبال النفايات ما بين الاثنين أو الأربعاء المقبلين، إذ اكتملت الاستعدادات لافتتاح الخلية الأولى».
الاستعدادات داخل المكب تجري لإنشاء أربعة أقسام أو ما يعرف بمستوعبات كبيرة، وهي قابلة للزيادة، كل مستوعب ضمن مساحة 600 ألف متر، حيث تُفرَش الأرض بثلاث طبقات من البلاستيك تعرف بـ»geo membreane»، وهي نوع من البلاستيك يمنع تسرب عصارات النفايات إلى داخل الأرض الجوفية، وبعد تجميعها، تُسحَب إلى خزانات جُهِّزَت إلى جانب المكب، ومع الانتهاء من المكب الأول ستُجهَّز الثلاثة الأخرى على التوالي، فيما يكون المستوعب الأول جاهزاً لاستقبال 100 ألف متر مكعب من النفايات.
إلا أن أعمال التحضير التي تجري بسرار، هي مجرد محاولة لإقناع العكاريين بـ»أن ما يجري هو إنشاء مطمر صحي»، بحسب الناشط البيئي أنطوان ضاهر، الذي يؤكد «أن كل ما يجري في سرار هو مخالف لكل أنواع المطامر حسب المواصفات العالمية». يقول ضاهر: «إن إنشاء مستوعبات كبيرة للنفايات لا يحل أية مشكلة، سوى أن النفايات تحوَّل إلى مواد عضوية للزراعة، في حين أن المشكلة الأساس تكمن في العصارة التي ستخرج من النفايات، حيث تحتاج لعمليات صعبة ومعقدة لإعادة تكريرها ضمن معامل ضخمة تساعد في التخلص من موادها السامة»، متسائلاً عن وجود معمل كهذا في سرار؟ ويضيف: «في حال الافتراض أن طبقة البلاستيك تستطيع منع تسرب العصارات إلى المياه الجوفية، ماذا عن غازات الميتان وأول وثاني أوكسيد الكربون وغاز الكبريت، التي ستتصاعد من جراء تجميع النفايات داخل المكب، وهي ستبقى بلا عازل لتنتشر في الهواء دون أي استفادة منها، حيث يمكن استخراج الغاز المنزلي في حال استغلالها؟».