«إثبات الوجود» هو عنوان تظاهرة التيار الوطني الحرّ التي يُنظمها غداً أمام قصر بعبدا في ذكرى ١٣ تشرين الأول ١٩٩٠. «تيار» العماد ميشال عون يحشد الى تظاهرة يتخطى حشدها العدد الذي شارك في تظاهرة الرابع من أيلول في ساحة الشهداء. «الـ ٤٠ ألف مشارك ولا شي»، يقول نائب رئيس «التيار» الثاني رومل صادر، رداً على سؤال. ويبدو واثقاً وهو يؤكد أنّ «الرقم سيكون أكبر بكثير من آخر تظاهرة».
في غرفة عمليات «التيار» في «المركزية»، خلية نحل لا تتوقف عن العمل. «التحضيرات منيحة»، استناداً إلى مصادر عونية. هذه المرّة، الحشد الشعبي يبدأ على مستوى هيئات القرى، على العكس من المرات السابقة، حيث كانت هيئات الأقضية هي التي تتولّى بث الحماسة بين المناصرين وحثهم على المشاركة في معركة «استعادة الحقوق». توضح المصادر وجود «توصية بأن يكون الانطلاق باتجاه بعبدا من كلّ ضيعة وليس من الهيئات المركزية».

التظاهرة هي للتأكيد أن التهميش ممنوع. إما أن يكون هناك شراكة في البلد أو لا يكون
قيادة التيار لم تكتفِ بذلك، بل طلبت أن يتم تسليمها «أسماء المشاركين في التظاهرة وليس فقط الأعداد بالأرقام». أما الاتكال في آخر يومين فهو «على الإعلام البرتقالي الذي يقوم بعمل مميز لناحية الحشد».
إضافة الى ذلك، «جميع قطاعات التيار تعمل من أجل إنجاح هذا اليوم». أمنت «المركزية» النقليات «حتى لا يشعر أي ناشط وكأنه مُقصر». وهناك تشديد على ضرورة أن «يتوجه المشاركون الى بعبدا بالباصات، لا بالسيارات»، مع العلم بأن المواقف مؤمنة.
صادر يوضح أكثر أن «غرفة العمليات تنسق مع الأقضية التي بدورها تنسق مع الهيئات المحلية». يسبق يوم الأحد، تجمعات لعدد من المناصرين ونصب خيم، على أن يبيتوا ليلة السبت أمام «قصر الشعب» وذلك من أجل «استعادة ذكرى الأيام الغابرة»، عندما لم يتركوا القصر ليلاً ولا نهاراً. اللجان التنظيمية ستنتشر على طول أوتوستراد الشام الدولي من أجل تنسيق السير ومنع ازدحامه. واستناداً الى المعلومات المتداولة، فإن «الزحف العوني» سيتوقف عند أول حاجز للواء الحرس الجمهوري المعروف بتقاطع مدرسة الحكمة، حيث ستكون بانتظار المتظاهرين فرق من عناصر مكافحة الشغب التابعة لقوى الأمن الداخلي من أجل الفصل بين العونيين ولواء الحرس الجمهوري.
أما بالنسبة الى البرنامج السياسي، فالكلمات محصورة بـ»سيد بعبدا». على وقع «بعبدا حجارا مشتاقة»، سيلقي عون كلمة «التيار»، تسبقه كلمات تحضيرية تبدأ عند التاسعة والنصف صباحاً. وقد اهتم المنظمون هذه المرة بتحديد «قفلة المهرجان، بخلاف المرات السابقة حين لم نكن ندري كيف تنتهي التظاهرات»، تقول المصادر.
في الاجتماع الذي عقده رئيس «التيار» وزير الخارجية جبران باسيل منذ يومين في «المركزية» وحضره مسؤولو الحزب، كان هناك «هجوم على تيار المستقبل». أوضح لـ»الرفاق» ضرورة «استرداد حقوقنا وتثبيتها. هذا ليس احتفالاً بذكرى. لدينا حقوق مسلوبة علينا استعادتها». شدد أيضاً على أنه «تم إلغاؤنا في ١٣ تشرين ١٩٩٠. بعد ٢٥ سنة، هذا ليس احتفالاً بالذكرى ولكنه تثبيت لوجودنا». انطلاقاً من هذا الكلام، يؤكد أحد المعارضين لباسيل أن «كلنا يعني كلنا سنشارك يوم الأحد، لأن ١٣ تشرين هو من المحطات القليلة التي بقيت خارج إطار الخلافات الداخلية».
من جهته، يختم صادر بأن «هذه هي ذكرى كبيرة لأناس استشهدوا من أجل البلد». النزول الى الشارع والمسيرة صوب قصر بعبدا هي لا لشيء سوى «التأكيد أن التهميش ممنوع. إما أن يكون هناك شراكة في البلد أو لا يكون».
(الاخبار)