تخبط اسرائيل وقصور اجراءاتها عن ايقاف العمليات الفلسطينية المستمرة منذ ما يقارب شهرين، دفعا القيادة الإسرائيلية الى شبه الاستسلام، لادراكها المسبق بان اجراءاتها الأمنية غير ناجعة في ايقاف هبة الفلسطينيين.
امس، وتأكيدا لسياسة التخبط الإسرائيلية، أقرت تل ابيب بأنها لا تعرف نهاية للهبة الفسطينية، وان «الرعب» سيواصل ملازمة الاسرائيليين في المرحلة الحالية والمقبلة، من دون وجود حل ينهي العمليات. وأعرب وزير الامن الاسرائيلي، موشيه يعلون، انه لا يتوقع وضع حد لـ «موجة الارهاب الحالية، وأن المؤسسة الامنية لا ترى حلا يلوح في الافق».
واضاف يعلون في سياق كلمة القاها امس في مدينة ايلات جنوب فلسطين المحتلة، ان «موجة الارهاب الحالية سترافقنا في الايام المقبلة على اقل تقدير، بل وربما ايضا في الاسابيع المقبلة»، وقال «نحن لا نعرف اذا كانت الموجة ستنتهي، ومتى ستنتهي، وبالتأكيد لا نعرف إن كانت ستنتهي قريبا».
استشهد شابان فلسطينيان خلال تنفيذهما عمليتين في الضفة أمس
الا انه أكد ضرورة تماسك الاسرائيليين في هذه المرحلة التي سماها حساسة جدا، وقال «لا اسبتعد تصعيدا في الاوضاع الامنية، ونحن بحاجة لإعداد أنفسنا لأي سيناريو محتمل، ولدينا بالفعل سياسة متبعة للتعامل مع الوضع، وهي تتركز بشكل اساسي على العصا الغليظة»، في اشارة منه الى سياسة الردع، مؤكدا ان «هذه السياسة كفيلة باجتثاث جذور الارهاب والتغلب عليه، تماما كما حصل في السابق».
ويكشف كلام يعلون ان الجيش الاسرائيلي وتقديرات استخباراته، ترى ضرورة عدم التصعيد اكثر في وجه الفلسطينيين، خشية تدهور الوضع ووقوع عمليات لا تقتصر على الطعن والدهس، وهو التقدير الذي كشفت عنه محافل امنية اسرائيلية داخل الغرف المغلقة وفي اجتماعات المجلس الوزاري المصغر للشؤون الامنية والسياسية، كما ورد في الاعلام العبري خلال اليومين الماضيين.
الا ان وزراء في الحكومة الاسرائيلية، وفي منتدى الثمانية في المجلس الوزاري المصغر، لا يوافقون الجيش ويعلون على رؤيتهما، وينتهجون خطا اكثر تشددا في وجه الفلسطينيين، في توافق تام مع توجهاتهم اليمينية، الامر الذي يتسبب في منع اقرار اي توصية تصل من المؤسسة الامنية حول حلول مبنية على تخفيف الحصار وتحسين وضع الفلسطينيين، لمنع المزيد من العمليات. ولا يأتي الضغط اليميني على قرارات الحكومة من الاحزاب اليمينية في الائتلاف فحسب، كما هو الوضع مع حزب «البيت اليهودي»، بل يأتي ايضا من خارج الائتلاف، ومن احزاب يمينية ويمين وسط، كما هو حال حزب «اسرائيل بيتنا» برئاسة افيغدور ليبرمان، وايضا من حزب «يش عتيد» برئاسة وزير المالية السابق، يائير لابيد.
وتعليقا على كلام يعلون، قال الوزير الليكودي يسرائيل كاتس، العضو في الكابينت، ان على الحكومة المسارعة الى تصعيد سياستها في كل ما يتعلق بالضفة الغربية. وقال انه «يجب فرض حصار تام على المناطق (الفلسطينية) التي يخرج منها منفذو العمليات، ومنع تجول الفلسطينيين في الطرق التي تنفذ فيها هذه العمليات».
الى ذلك، نقل موقع «تايمز اوف اسرائيل» العبري، عن محافل امنية اسرائيلية وفلسطينية، التأكيد على ان السلطة الفلسطينية احبطت العشرات من هجمات الطعن كان سينفذها شبان وشابات فلسطينيون على مدى الأشهر القليلة الماضية. وبحسب المحافل الامنية الفلسطينية نجحت أجهزة الأمن التابعة للسلطة باحباط اكثر من مئة هجوم منذ الاول من شهر تشرين الاول الماضي، اي ان «الهجمات الفلسطينية كانت ستكون مضاعفة من جهة العدد، لولا تدخل السلطة».
ويشير الموقع الى انه جرى إحباط الهجمات في مراحل مختلفة من التحضير لها، و«في كثير من الحالات، أُلقي القبض على شبان فلسطينيين بعد نشر توجهاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي وكشفهم انهم ينوون تنفيذ عمليات»، ويضيف الموقع ان «أجهزة الأمن الفلسطينية قامت بتعقب منفذي الهجمات المحتملين من خلال الإنترنت، وبعد ذلك إما إعتقلتهم أو احتجزتهم، وطلبت من أسرهم الإنتباه إلى أي محاولات يمكن ان يقدموا عليها باتجاه تنفيذ هجمات».
الى ذلك شهدت الضفة الغربية أمس، تصعيداً في عمليات الدهس والطعن. اذ نفذ الشهيد فادي خصيب، عملية دهس في المكان نفسه الذي استشهد فيه شقيقه الشهيد شادي خصيب، والذي نفذ عملية دهس وطعن ضد جنود عند موقف حافلات قرب مستوطنة كفار ادوميم شمال القدس الأحد الماضي. وقال اعلام العدو بأن الشهيد بعد دهسه الجنود حاول الفرار لكن أحد المستوطنين أطلق النار عليه. واسفرت عملية الشهيد فادي عن اصابة جنديين بجروح متوسطة. وبعد بضع ساعات دهس الشهيد عمر الزعاقيق 20 عاما خمسة جنود اسرائيليين قرب بيت أمر القريبة من الخليل جنوب الضفة.
كما شهدت مدينة نهاريا داخل اراضي 1948 المحتلة عملية طعن في مركز الحافلات ادت الى اصابة جندي بجراح متوسطة. وقد شهدت مدن الضفة مواجهات مع جنود العدو عقب صلاة الجمعة مواجهات اصيب خلالها 20 شاباً بجروح احدهم اصابته خطرة. اما في غزة، فقد اصيب اكثر من ثلاثين شابا برصاص الاحتلال.