أنهى الجيش السوري عملياً ليل أمس، تداعيات الهجوم الضخم الذي كانت المجموعات المسلحة بقيادة "جيش الفتح" قد أطلقته في غرب حلب قبل نحو أسبوعين. وجاء ذلك، في وقت تستعد فيه طائرات حاملة "الأميرال كوزنيتسوف" الروسية لبدء مهماتها، ما يفتح صفحة جديدة في حلب ومحيطها.وسيطر الجيش السوري وحلفاؤه، ليل أمس، على ضاحية الأسد في غرب حلب، وذلك عقب السيطرة على بلدة منيان إثر اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة، استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة وسط قصف بالقذائف المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ استهدف تحركات المسلحين وتجمعاتهم في المنطقة.
وكانت وكالة "سانا" قد نقلت عن مصدر عسكري قوله إن الجيش وحلفاءه استعادوا السيطرة بنحو كامل على منيان، وتابعوا تقدمهم نحو أطراف ضاحية الأسد، ومحيط منطقة الراشدين 4، فيما انتقلت الاشتباكات نحو معمل الكرتون ومناشر منيان، وسط تمهيد عنيف لقوات الجيش وحلفائه.
بالتوازي، نقلت وكالة "انترفاكس" الروسية عن مصدر عسكري روسي، قوله إن طائرات حاملة "الأميرال كوزنيتسوف" بدأت التحليق في الأجواء السورية "تمهيداً لاستهداف الإرهابيين ومواقعهم هناك". وأوضح المصدر أن "مقاتلات (ميغ 29) و(سو 33) كثّفت من طلعاتها الدورية في الأيام الأخيرة، وتحلّق في السماء السورية لاستطلاع الأجواء فوق مسرح العمليات وتحديد المهمات القتالية".
على صعيد متصل، رأى المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أن بلاده غير مسؤولة عن الجمود الذي أصاب الاتفاقات حول سوريا، مشيراً إلى أن السبب الحقيقي هو العجز الأميركي بشأن "فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين". وشدد على أن "أي تسوية سياسية لا يمكنها أن تتحقق قبل حل هذه المشكلة العالقة"، الأمر الذي يبدو معاكساً لتوجهات الرئيس باراك أوباما الراهنة.
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أن عناصر من المركز العلمي التابع لـ"قوات الحماية النووية والكيميائية والبيولوجية"، وجدوا في جنوب غرب مدينة حلب "عدداً من قذائف المدفعية التي لم تنفجر، والتي تحتوي على مواد كيميائية سامة" كانت قد أطلقت تجاه مواقع القوات السورية والأحياء السكنية في المدينة. وأوضح أن القوات "أخذت عينات من منطقة سقوط تلك القذائف، إضافة إلى عدد من شظايا بعض القذائف التي انفجرت"، مشيراً إلى أن وزارة الدفاع الروسية طلبت من "منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، إرسال "لجنة تحقيق إلى منطقة مشروع 1070، جنوب غرب حلب، التي استهدفتها القذائف التي تحوي مواد كيميائية".