للسنة السادسة على التوالي، ينتهي العام لندخل في عام آخر من أزمة اللجوء السوري. يغلق هذا العام على أكثر من 4 ملايين لاجئ يتوزعون في: لبنان، الأردن، تركيا، العراق ومصر، وما يقارب من ستة ملايين نازح داخل سوريا.
أرقام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تشير إلى مليون لاجئ سوري مسجّل في لبنان نهاية هذه السنة، أي ما يعادل 20% من نسبة السكان، وتتوقع أن يكون العدد الفعلي للسوريين الموجودين في البلد (أي اللاجئين المسجلين وغير المسجلين والموجودين قبل اندلاع الأزمة) نحو مليون ونصف مليون شخص.
خريطة اللاجئين السوريين في المنطقة لعام 2017 تعكس ملاحظات عدة: انخفاض كبير في عدد اللاجئين الجدد وعدد المسجلين وعدد الزيجات والولادات المسجلة، وتغيرات كبرى كنتيجة للتوطين في دول ثالثة، وفق "الخطة الإقليمية للاجئين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات لفترة 2017-2018" التي أطلقتها أول من أمس منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، على أن يتم إطلاقها رسمياً في 24 كانون الثاني 2017.
نداء التمويل الجديد الذي أطلقته المنظمات والجمعيات المشاركة في الخطة بلغ 4.69 مليارات دولار لعام 2017، تنقسم بين 2.62 مليار دولار مخصصة لحماية ومساعدة اللاجئين، وبين 2.07 مليار دولار مخصصة لدعم المجتمعات المضيفة والاستثمار فيها. يعتبر هذا المبلغ "متفائلاً" بعدما بلغ إجمالي التمويل الذي تمكنت خطة عام 2016 من جمعه 2.54 مليار دولار حتى 30 تشرين الثاني، ما يعادل 56% فقط من النداء الذي وجهته بداية العام. تشمل الخطة الدول الخمس الإقليمية وتضم أكثر من 240 شريكاً يتوزعون بين حكومات ومنظمات أمم متحدة ومنظمات مجتمع مدني ومانحين ومؤسسات في القطاع الخاص، فما هي خطة المنظمات للتعامل مع أزمة اللاجئين في العام المقبل؟ ما هي أبرز توجهات الخطة؟ وما هي حصة لبنان منها؟
يحوز لبنان الحصة الأكبر من التمويل المطلوب بمبلغ يقارب الملياري دولار تنقسم بين مليار و131 مليون دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية للاجئين و903 آلاف دولار مخصصة لتمكين المجتمعات المضيفة. تستهدف الأموال المطلوبة عدة مجالات هي: الحماية، الأمن الغذائي، التعليم، الصحة، الحاجات الأساسية، السكن، المياه والصرف الصحي.

يحوز لبنان الحصة الأكبر من التمويل المطلوب بين الدول الخمس


على صعيد الحماية، يحتاج لبنان إلى 188 مليون دولار من أصل 649 مليون دولار مخصصة إقليمياً لهذا الهدف. أما في ما يتعلق بالأمن الغذائي، فهناك حاجة إلى 407 ملايين دولار عام 2017، بعدما تبيّن عام 2016 أن 7% فقط من أسر اللاجئين تتمتع بأمن غذائي، مقارنة بـ 11% عام 2015.
في آب 2016، كان هناك، على الصعيد الإقليمي، 1.6 مليون طفل لاجئ في سن الدراسة، إلا أنّ 52% فقط من هؤلاء، أي 817 ألف طفل، تمكنوا من الدخول إلى المدارس، فيما بقي 739 ألف طفل خارج المدرسة. وعليه، تركز الخطة الجديدة على التعليم، مخصصة لهذا القطاع في الدول الخمس المستهدفة 841 مليون دولار، حصة لبنان منها 355 مليون دولار، إذ يقدّر عدد الأطفال اللاجئين الذين لم يتمكنوا من الدخول إلى مدارس في لبنان بنحو 170 ألف طفل.
على صعيد الرعاية الصحية، يحتاج لبنان عام 2017 إلى 199 مليون دولار ليتمكن من تغطية النفقات الطبية والصحية للاجئين. أمّا برنامج الحاجات الأساسية، فيتجه في السنة المقبلة إلى زيادة المساعدات النقدية للاجئين والتي تتضمن المساعدة المالية الشهرية، إضافة إلى تأمين مروحة واسعة من المساعدات الموسمية. الحصة المطلوبة لتلبية حاجات لبنان في هذا المجال تبلغ 324 مليون دولار. استجابة المنظمات لأزمة المأوى التي تواجه اللاجئين سيخصص لها إقليمياً العام في المقبل 219 مليون دولار، منها 95 مليون دولار للبنان بهدف تأمين مساكن ملائمة عبر صيانة وتحسين أماكن سكن اللاجئين وظروف عيشهم.
حتى كانون الأول من العام الحالي، سجّل 831 ألف لاجئ من أصل 4.8 ملايين، يعيشون في مخيمات وتجمعات عشوائية خالية بمعظمها من البنى التحتية وإمكانية الوصول إلى المياه النظيفة. وعليه، تخصص خطة عام 2017، 361 مليون دولار إقليمياً لتحسين ظروف وصول الناس إلى المياه النظيفة وتحسين النظافة العامة في المخيمات والتجمعات. تبلغ حاجات لبنان في هذا المجال 236 مليون دولار. وأخيراً، تركز الخطة على ضرورة تحقيق الدمج الاجتماعي وتخصيص 324 مليون دولار للبنان هدفها تأمين فرص عمل للاجئين لمدة قصيرة وتحقيق الاندماج مع المجتمعات المضيفة.
عدد ضخم من الجمعيات والمؤسسات في لبنان ستتسلم ما سيصل من المبالغ المطلوبة لتنفيذ هذه الخطة، إلا أن الحصص الكبرى ستتقاسمها بشكل أساسي منظمات الأمم المتحدة، حيث خصص للـ"يونيسيف" 465 مليون دولار، 136 مليون دولار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 453 مليون دولار لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، 60 مليون دولار للأونروا و328 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي. أمّا المبالغ الأخرى، فتتوزع على عدد كبير من الجمعيات مثل ACTED التي خصص لها في الخطة 17 مليون دولار، 32 مليون دولار للمجلس النرويجي للاجئين، 36 مليون دولار لـInternational Medical Corps و45 مليون دولار لـ World Vision International وغيرها من الجمعيات والمؤسسات.