لم يعرف الى اليوم، لماذا تدأب lbci، على إستضافة طلال الدويهي رئيس ما يسمى «حركة الأرض»، وإعطائه مساحة لأكثر من ساعة في برنامج «نهاركم سعيد» الصباحي؟. الضيف الذي يحط سنوياً على هذه الشاشة، ويضخ كماً هائلاً من العنصرية، والخطاب الطائفي البغيض، ما زالت قناة كـ lbci تهتم باستضافته، وتعيد على مسامعنا، هذا الخطاب الذي يحتاج اليوم في الإعلام الى عزله، أو مناقشته وتفريغه من مضمونه، لما يضخه من سموم وأفكار تعود بنا الى زمن المتاريس والحرب الأهلية.
«حركة الأرض»، التي يبدو أنها تدور حول الدويهي فقط، وتنال نسب متابعة وإهتمام منخفضة على صفحاتها في وسائل التواصل الإجتماعي، وجدت ضالتها على هذه القناة. في كل عام، يعيد الدويهي الخطاب التحريضي والتقسيمي عينه، من حماية «المسيحيين»، والحفاظ على «التوازن الديموغرافي» في لبنان، والأنكى أنه لا يعّرف «المسيحيين»، الا بوصفهم «الشعب المسيحي»، كأنهم منشطرون عن باقي اللبنانيين.
في حلقة اليوم من «نهاركم سعيد»، التي حلّ فيها الدويهي ضيفاً عليها، أعاد الخطاب نفسه، وصوّب سهامه نحو اللاجئين السوريين. لكن الجديد هذه المرة، فتح البرنامج لتفاعل مع ناشطي/ات، السوشال ميديا، إذ بات لهؤلاء حق في استجواب الضيف مباشرة على الهواء. ومن ضمن هذه التعليقات التي نقلها مقدم البرنامج بسام أبو زيد، استهجان البعض لما يقوله رئيس «حركة الأرض»، وترداده الخطاب التقسيمي، فكان الجواب من الدويهي أن هذا الكلام الذي ينطق به، ينطلق من «مسؤوليته المسيحية»، وهدف حركته من «الحفاظ على الوجود المسيحي»، و«التغير الديموغرافي». وسأل بسخرية غير موفقة: «إذا حكيم عضم بتجي بتحاسبه ليه ما عم يحكي الا بالعضم؟».
ربما بات لزاماً على lbci، مراجعة هذه الإزدواجية التي تنتهجها، وتقف على ضفتيّ العلمانية والحقوق المدنية، من جهة، وعلى تسويق الخطاب الطائفي والتقسيمي لو بشكل غير مباشر. وجب عليها إسقاط ورقة الدويهي وكل من لف لفه، لتجنّب ضخ بروباغندا حربية تعيد المحطة الى زمن الميليشيات.