فجأة تحولت مسألة التعاقد مع لاعب الوسط الغيني - الكندي هانسون بواكيه (20 عاماً) إلى قضية رأي عام نجماوي مع اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عنه والضغط على إدارة النادي والمسؤولين الفنيين بالتعاقد معه. بواكيه كان الشغل الشاغل في تمرين أمس على ملعب النادي في المنارة.
المدير الفني جمال الحاج يتحدث إلى اللاعب قبل التمرين ووكيل أعماله أو الشخص المسؤول عنه محمد فقيه (أبو حاتم وهو مشجّع نجماوي معروف) يقف في مكان آخر مع نجماويين كمحمود جابر وفادي نزال في حديث أيضاً يتصل باللاعب. فوق كافيتريا النادي، يتجمع الجمهور، وبدورهم يتحدثون عن اللاعب. هناك شبه إجماع على فنياته، مع تباين في الآراء بين طرف وآخر حول ضرورة التعاقد معه.
لكن هل هكذا تُدار الأمور؟ وهل التعاقد مع اللاعب يكون على فنياته، وإذا ما كان «لعيب» أو لا؟ أم أن المحرّك الأساسي لأي لاعب هو حاجات الفريق والمراكز التي يعاني من ضعف فيها؟ فإذا كان الفريق بأمسّ الحاجة إلى مدافع ومهاجم صريح، فما الحاجة إلى لاعب وسط أو لاعب على الأطراف؟
اللاعب موجود في تمرين الفريق منذ يوم الاثنين، وهو حضر خصوصاً لنادي النجمة، لكون الشخص الموكّل به، وهو فقيه نجماوي، يحرص على أن يستفيد فريقه من اللاعب قبل أن تتحوّل المسألة إلى «بيزنس» إن لم يحصل اللاعب على موافقة الجهاز الفني، وبالتالي أصبح تعاقده مع نادٍ آخر غير النجمة أمراً طبيعياً.
البعض صوّر الموضوع على أنه عملية عضّ أصابع بين المدرب الحاج وفقيه (علماً أنهما صديقان). فالحاج مصرٌّ على عدم إعطاء موافقته على التعاقد مع اللاعب قبل تجربته في مباراة ودية، في حين أن فقيه يرى أن الاتفاق مع النادي كان بتجربة اللاعب لفترة تنتهي الخميس. فقيه لا ينظر إلى الموضوع من زاوية مادية، أو يحاول الضغط على الحاج من خلال «الفايسبوك» وتحريض الجمهور. هو بكل بساطة يبذل كل جهده كي يبعد اللاعب عن أي ضغوط أو مغريات تمارس عليه لانضمامه إلى فريق آخر. فقيه يتمنى أن يكون بواكيه لاعباً في الفريق الذي يحب، لكن رياح الجهاز الفني ومتطلبات الفريق قد لا تجري وفق ما يشتهيه المشجع النجماوي أولاً ووكيل اللاعب ثانياً.
جمال الحاج محقٌّ مئة بالمئة، فهو لا يمكن أن يتعاقد مع لاعب لم يشاهده يلعب، ولو كان هناك مئة فيديو ممتع له، أو قام بأكثر من حركة فنية ألهبت حماسة الجمهور الموجود في التمرين. فالحاج هو المسؤول الأول والأخير فنياً، وهو من سيحاسَب، وهو من يهندس الفريق وفق استراتيجية وضعها، سواء أكانت صحيحة أم لا، حيث ستكشف الأيام ذلك. وبناءً عليه، لا يمكن الحاج أن يتعاقد مع لاعب لمجرد أن «الجمهور عايز كده».

يصرّ جمال الحاج على رؤية بواكيه في مباراة قبل اتخاذ القرار


فهناك حاجات ومتطلبات، ومنها الحاجة لمهاجم صريح قد يكون التونسي لسعد النويوي (31 عاماً). فالأخير موجود أيضاً في تمرين الفريق، ويقدم أداءً طيباً، فهو أول من أمس سجّل هدفين من فرصتين وحيدتين خلال تقسيمة بين اللاعبين، وبالتالي قد تكون الحاجة إليه أكثر من بواكيه، في ظل ضرورة التعاقد مع مدافع أجنبي بعد الأداء الدفاعي السيئ للفريق في الموسم الماضي.
القصة لم تنتهِ بعد، فالحاج وخلال الحديث مع بواكيه قبل التمرين نقل وجهة نظره إلى اللاعب، ونجح في إقناعه بالبقاء حتى يوم السبت، موعد المباراة الودية مع السلام زغرتا. ووكيله محمد فقيه أكمل بإيجابيته وحرصه على أن يكون اللاعب نجماوياً في الموسم المقبل ومدد فترة التجربة إلى السبت، حتى لا يقال إنه كان حجر عثرة أمام استفادة الفريق من خدمات اللاعب. أما إذا كان قرار الحاج سلبياً، فحينها يكون فقيه قد قام بواجبه وأصبح فتح قنوات تفاوض (يقفلها الوكيل حتى الآن) مع أندية أخرى أمراً مشروعاً.
أما بالنسبة إلى الحاج، فحينها يكون قد اتخذ قراراً وفق رؤيته التي يتحمل مسؤوليتها، بعيداً عمّا يريده الجمهور. هذا الجمهور الذي قد ينسى كل شيء حين لا يجد فريقه على مستوى آماله، إن كانت القرارات خاطئة وجاءت فقط لإرضاء «الفايسبوك».




فرنجية مستاء

عشية انتخابات اللجنة التنفيذية للاتحاد اللبناني لكرة القدم، غداً السبت، أبدى رئيس نادي السلام زغرتا الأب اسطفان فرنجية انزعاجه من الطريقة التي تدار فيها الانتخابات، وخصوصاً ما حدث في انتخاب مندوبي الدرجة الثالثة واستبعاد نادي شكا الرياضي بطريقة غير قانونية، إضافة إلى عدة نقاط لم تُحترَم فيها القوانين ولا الأعراف ولا الأخلاق الرياضية. لذلك، سيعقد رئيس النادي مؤتمراً صحافياً، اليوم عند الساعة الثانية عشرة ظهراً في مجمع زغرتا الرياضي، يشرح فيه موقفه والقرار الذي يراه مناسباً بهذا الشأن.