بعد مجموعة استطلاعات في أرياف اللاذقية، حسم المخرج السوري الليث حجو خياره، على أن تدور كاميرته في تونس لإنجاز مشاهد مسلسله الكوميدي «الجزيرة» (كتابة ممدوح حمادة ــ إنتاج إيمار الشام). وقد اعتذر النجمان بسام كوسا وفادي صبيح عن عدم أداء دوري البطولة في العمل لأسباب إنتاجية. وعلى الأرجح أن يحلّ مكان كوسا الكوميديان رشيد عسّاف ليلعب دوراً رئيسياً إلى جانب باسم ياخور، وسلافة معمار، ومحمد حداقي، وأحمد الأحمد وأنس طيارة وآخرين.
ومن المفترض أن تدور الكاميرا مطلع شهر آب (أغسطس) المقبل، بعدما سافر الفريق الفني إلى تونس لبدء التحضير النهائي للعمل، ويرّجح أن تحقق هذه التجربة شيئاً من النجاح الذي سبق أن حققه الثنائي الكوميدي الهام في مشاريعهما السابقة، التي حصدت جماهيرية عند عرضها ومنها «ضيعة ضايعة 1/2» و«الخربة» و«ضبوا الشناتي». على اعتبار أن هذا العمل الكوميدي هو إعادة إحياء لشراكة قديمة بين حمادة وحجو. وإن ظل الحضور الخاص لـ «ضيعة ضايعة» طاغياً بشكل استثنائي، إلا أن الأجواء العامة والبناء الكوميدي في «الجزيرة» يشيان بإمكانية استعادة شيء من ذاك الألق، لو وفّرت ظروف داعمة من ناحية العناصر الفنية والتفاصيل الإنتاجية.

عودة الشراكة بين الليث حجو وممدوح حمادة تبشّر بعمل واعد



تكمن خصوصية ممدوح حمادة في أنه يقيم في جزء آخر من العالم بعيداً عن سوريا، منذ سنين طويلة، وربما لم يزر دمشق منذ اندلاع الحرب. مع ذلك، فإنه ما زال يجيد ببراعة عالية حرفة الدخول في تفاصيل اجتماعية خاصة، تراكمت نتيجة معطيات الحرب، إلى درجة يشعر بها المشاهد بأنّ حمادة يعيش في «باب سريجة» مثلاً لا في روسيا. ينطلق عمله الكوميدي الجديد من فرضية ذكية تقترح عبور باخرة مواشي في البحر، لكن على متنها 17 سورياً قرروا خوض مغامرة الوصول إلى مكان آمن بطريقة مختلفة عما كان دارجاً باللجوء على متن قارب مطاطي. هكذا، نشاهد في المشهد الافتتاحي سفينة تغرق في عرض البحر. لكن بمحاسن القدر، يتمكن الركّاب وهم 12 رجلاً و5 سيدات من الوصول إلى جزيرة، ليكتشفوا لاحقاً بأنها معزولة تماماً. تبدأ من هنا حالة الاشتباك الإسقاطي على الواقع السوري، من خلال تداول كوميدي ليوميات حفنة من العالقين على هذه الجزيرة، وكيفية تعاطيهم مع واقعهم الجديد، وخلافاتهم حول تصنيعهم لتاريخهم وعَلَمهم ودولتهم المستقلة على سطح هذه الجزيرة المعزولة. يذهب النصّ إلى مواقع تشبه كاتب «مشاريع صغيرة» وأسلوبية عمله الشهيرة في بناء «كاركترات» توغل في السخرية، وتقارب في أماكن معينة كوميديا الـ Farce. سنتعرّف في حلقات المسلسل إلى حكايات تلك الشخصيات العالقة، بحيث تسلّط كل حلقة الضوء على إحداها، من دون أن يكون الممثل مطالباً بالافتعال أو بذل جهد تصنّعي، على اعتبار أن الحوارات مكتوبة بطريقة تمهّد الطريق لصناعة حالة مكاشفة ساخرة مع ما نعيشه، لكن بطريقة ذكية. ولكل شخصية في النص منطقها وطريقة تفكيرها، واختلافها الجذري عن باقي الشخصيات. وهذا ما يسهّل عمل الممثل ويبعده عن الوقوع في مطب التهريج.