تقرير خبيث وخطير. هكذا يمكننا وصف ما بثته قناة «الحرة» الأميركية أخيراً عن «كشفها» قنوات الكراهية. القناة الناطقة بالعربية، خلطت عمداً قنوات التحريض الدينية بأخرى تدعم المقاومة وتناهض «اسرائيل».
التقرير (اعداد نورما يونس)، ادعى أنّه كشف هذه القنوات ورصد «التأثير السام لقنوات بث الكراهية»، لكن في معرض استعراضه لقنوات معروفة بضخ خطاب الفرقة والكراهية، أدخل قنوات أخرى أمثال «المنار» و«الميادين»، ومقتطفات متلفزة لأطفال فلسطينيين يعلنون العداء لمحتل أراضيهم ويغنون للحجر وللكلاشينكوف. «الحرة» ضمت منصات العداء لـ «اسرائيل»، الى قنوات التحريض والكراهية، في خلط خبيث وخطير للمفاهيم. استعانت بالباحث في «مؤسسة الدفاع والديمقراطية» ايكان اردميل ليخرج بخلاصة أنّ «خطاب الكراهية يبقى على المدى الطويل ويستهدف الغرب».
ركز التقرير (5:35)، على نقد هذه القنوات والمنابر الدينية بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسعودية في ايار (مايو) الماضي، واعتبر أنّ هذا الخطاب يهدف الى «زرع الفتنة خارج العالم الاسلامي». أما الطامة الكبرى، فتكمن في التركيز على الشق الفلسطيني، اذ اعادت القناة نشر تصريح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يجزم فيه امام ترامب أنّ «اطفالنا واحفادنا يتعلمون ثقافة السلام»، لترفقه بمشهد آخر لاطفال فلسطينيين يناهضون «بني صهيون».
وبين ضخ مقتطفات من الخطاب الديني التحريضي، وبين خلطها عمداً بمفاهيم المقاومة المسلحة ومناهضة «اسرائيل»، سار التقرير المذكور الذي استعار مشاهد عسكرية للمقاومة اللبنانية من «المنار» ليضعها ضمن اطار التحريض وبث الكراهية.
لا شك في أنّه تقرير خطر يندرج ضمن ابواق الدعاية الأميركية المغرضة، ولا شك في أنّ العبارة التي اوردها في الختام بأن هذه القنوات اتت بـ «داعش» لعله اخطر استنتاج، لقناة تبث من ارض حضنت ودعمت هذه الجماعات بقوة!