بثقة عالية، يعكسها ميلاد حدشيتي، على الجمهور الحاضر في الاستديو، يجول بنظره عليه، وعلى الكاميرا، بحركة عفوية، محاولاً نقل تجربته في التدريب وعلم النفس الإيجابي، من أروقة الجدران الى رحاب الشاشة التلفزيونية، مدشناً بذلك برنامجه الجديد «صار وقتا». (3 حلقات بثتها «الجديد» الى اليوم).
مساحة أسبوعية تسعى كما يقول تعريف البرنامج الى «بث التفاؤل والأمل والإيجابية»، متكئة على علم النفس الإيجابي، وعلى تمارين وإختبارات مع مشاهير وأناس عاديين. حدشيتي الآتي من تجربة تلفزيونية من البرامج الحوارية مع النجوم، على شاشة «المستقبل» (برنامج ناس وناس-2014)، يخوض هنا في عمق الأفكار والتحديات الإنسانية، محاولاً شرحها وتشريحها عبر إستضافة تجارب وشهادات، ومعالجين نفسيين، الى جانب شخصيات معروفة من ميادين مختلفة كالإعلام (راغدة درغام)، السياسة (وئام وهاب)، والفن (نيكول سابا). أسماء تتشارك تجاربها وأفكارها مع الجمهور، وربما، تبوح بأسرار ومعلومات خاصة للمرة الأولى في حياتها، وتدخل في إختبارات وتجارب حول الخوف، والثقة بالنفس ونقاط التحول الجذرية في حياة الإنسان.
الحلقات الثلاث، التي تمتد كل واحدة منها لأكثر من ساعة وربع الساعة، كانت مساحة تلفزيونية مطلوبة (على الرغم من أن ظاهرها قد يبدو ذا مضمون صعب و"متفلسف")، وسط كمّ كبير من محتوى هابط، تتسم به البرامج المعروضة، والمضامين السوداوية، والمتاجرة بمآسي الناس، وتسليع قضاياهم. على الرغم من تفوق المعدّ على ضيوفه، حتى من الكادر الطبي النفسي، وهذا يبدو منطقياً، أسهم «صار وقتا» في إثارة مواضيع وزوايا غائبة في الإعلام، تمسّ الحياة الإنسانية والإجتماعية بشكل خاص، ومن الأهمية بمكان إعادة إنتاجها تلفزيونياً، وطرح الأفكار والمصاعب التي تكبل حيواتنا، وسبل تحرير الأنفس منها، مع أسئلة غير مكرورة على المنابر الإعلامية، تغوص بالفعل في أعماق الشخصية الإنسانية ومحيطها.
____
*«صار وقتا» كل إثنين عند الساعة 21:30 على قناة «الجديد»