عندما يمرض القلب، تكبر المحاذير. لا يعود القلب هو نفسه بعد المرض. تتغير الحياة مع هذا التغيّر الصحي الطارئ. ولعلّ أسوأ ما قد يحمله هذا التغيّر هو الحدّ من حرية الحركة التي عادة ما تترافق مع أمراض القلب، والتي ليس أقلّها الضرر بالقدرة على ممارسة الجنس والنشاطات الرياضية التي تتطلب مجهوداً كبيراً. فهل خطر ببالكم مثلاً كيف يؤثر تعب القلب على ممارسة تلك "الطقوس"؟
تشير الدراسات الطبية إلى أن أمراض القلب تغير الكثير من جوانب الحياة الطبيعية، ولكن ذلك لا يجب أن يقف عائقاً أمام "حسن إدارتها"، ولعلّ الأهم هنا هو اللجوء إلى الطبيب لسؤاله عن الموضوعات المؤرقة، ومنها موضوع ممارسة الحياة الجنسية، وكيف ومتى يمكن ممارستها كالسابق. هذا أولاً. أما ثانياً، فهو وجوب مصارحة الشريك عن إمكانياتك الجنسية وكيفية تأثير هذه الأنشطة على سلامة قلبك. هذه المصارحة ستكون لها نتائج ايجابية على جوانب مختلفة في حياتك.

ممارسة الجنس بعد نوبة قلبية

من الطبيعي بعد التعرض لنوبة قلبية، أن يشعر المرء بتسارع في دقات القلب وتشنج في العضل عند ممارسة الجنس. هذا ليس عبثاً، خصوصاً أن هذا الفعل يتطلب مجهوداً وطاقة كبيرين، وإن كان يعدّ آمناً لدى الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بشكل يومي.
أما إذا كان جسمك غير معتاد على هذا النوع من المجهود، فمن الأفضل لك أن تبدأ باختبار قدرة تحملك للحركة من خلال ممارسة الرياضة الخفيفة وزيادة وتيرة الحركة تدريجياً، قبل ممارسة الجنس.
ثمة "ممرات" آمنة، وليس دائماً ما تكون النهاية هي الفشل، فحسن الإدارة يعفي من فقدان تلك الحياة. وهو ما لا يعلمه الكثير من المصابين بقلوبهم، فيمتنعون عن ممارسة حياتهم الطبيعية خوفاً من خسارتها.

التحديات العاطفية

يعاود غالبية مرضى القلب نشاطهم الجنسي بعد النوبة أو عملية القلب بوقت قصير. ولكن ثمة فئة تتأخر لتستعيد هذا النشاط، ويكون ذلك في العادة مرتبط بالتعب أو الخوف. مع ذلك، لا يخلو الأمر من وجود بعض العوارض التي ترافق المرضى في مسيرة ما قبل التعافي:
- الكآبة.
- الأرق أو كثرة النوم.
- قلة الأكل أو الإفراط فيه.
- الخسارة أو الزيادة في الوزن.
- الإرهاق.
ولئن كانت هذه العوارض طبيعية بعد الإصابة بالنوبة أو إجراء عمليات القلب، إلا أن وجودها يؤدي إلى تدهور الأداء الجنسي. فإن كنت، على سبيل المثال، ممن يعانون من الكآبة، فمن الأفضل استشارة طبيبك ليقدم لك النصح أو يحيلك إلى طبيب مختص ليعالجك بالأدوية.

تحديات العلاج بالأدوية

إن كثرة تعاطي الأدوية تؤثر سلباً على أدائك ورغبتك الجنسية. ومن هذه الأدوية، يمكن إيراد تلك التي يتناولها المرضى لعلاج الضغط أو لإدرار البول أو المسكنات أو المهدئات وأدوية معالجة ألم الصدر وتنظيم دقات القلب. فهذه الجملة من الأدوية ستؤثر حتماً على الانتصاب أو القذف عند الرجال أو ترطيب باب الرحم عند النساء فيؤدي ذلك إلى ألم عند ممارسة الجنس.

إرشادات لبداية العلاج

استعادتك لنشاطك الجنسي قد تأخذ بعض الوقت، فليس من السهل العودة إلى الحياة السابقة. مع ذلك، يمكنك الاستفادة من مجموعة إرشادات ستساعدك بلا شك، ومنها:
- نظم نهاراتك وخطط لأوقات الأكل الصحي والرياضة والراحة وتناول الأدوية.
- مارس الرياضة والحركة السليمة كالمشي والهرولة والسباحة وركوب الدراجة الهوائية. فالإكثار من الرياضة يؤدي إلى انتظام دقات قلبك عند الحركة مما يسهل ممارسة الجنس من دون عوارض.
- تجنب شرب الكحول قبل ممارسة الجنس.
ـ تريث في استعادة حياتك العاطفية، الى حين استقرار حالتك وعودة وضعك إلى سابق عهده.
- لا تسرّع وتيرة أدائك الجنسي. ابدأ ببطء وزد نشاطك بشكل تدريجي وبحسب قدرتك.
- اختر الوقت المناسب بحيث يكون الطرفان مرتاحين نفسياً وجسدياً.
- انتظر ساعتين على الأقل بعد الأكل لتمارس الجنس، لأن الدورة الدموية تتحول إلى الجهاز الهضمي والحركة الزائدة في ممارسة الجنس قد تزيد من جمود قلبك وإجهاده.
- خذ أدويتك بانتظام كما وصفها لك الطبيب.
- اختر وضعية تناسبك وتناسب قلبك بحيث لا يحصل ضغط على القلب أو ضيق في التنفس.
- تجنب المخدرات والمهدئات التي قد تؤذي قلبك.
- تناول مدر البول في غير وقت ممارسة الجنس لعدم حصول مقاطعات.

* أستاذة في الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة بيروت العربية

="" title="" class="imagecache-465img" />
للصورة المكبرة انقر هنا