طوت وزارة التربية السورية صفحة باسم ورباب ومازن وميسون، ولم تعد تلك الشخصيات تلعب بطولة المناهج المدرسية في المرحلة الإبتدائية.
فقد حقّقت الوزارة قفزة نوعية تتماشى مع أحوال البلاد الغارقة في ركام الحرب، بإصدار مناهج جديدة صارت منذ طرحها للتدريس محطّ سخرية وتندّر لجمهور الفايسبوك السوري بدءاً من الأغلفة الهاربة من أفلام الرعب، خاصة غلاف كتاب القضايا التاريخية وهو عبارة تمثال الملك «إيشوب إيلوم» في مملكة ماري، ثم تأتي المفاجأة بإحالة أغاني الأفراح الشعبية كي تدرّس لأجيال المستقبل «من مفرق جاسم للصنمين حاج تهلّي الدمع يا عيني، على وليفي ال كان مسليني واليوم مفارق سود العيونا».
هكذا، سيعرف التلميذ شيئاً مهماً عن محافظة درعا وجغرافيتها، ثم يتعرّف على ذهب حلب في أغنية: «على العقيقة اجتمعنا نحن وسود العيون»، ليصل إلى أغاني دمشق الشعبية ويبحث في دلالات أغنية مثل: «ياسمين الشام على خدّك وحلاوة العسل من شهدك». وفي حال جرّب فهم الكناية عن العيون السود أو حلاوة العسل من شهدك، وسرح في خياله بمعناها، ستفاجئه تعليمات صارمة في مناهجه التي تحكي قصة ندى وهي تبحث عن بعض الأفلام الوثائقية المختصة، كيف لاحظت أنه وصلها طلب صداقة على الفايسبوك من شخص غريب لا تعرفه، وكيف تصرّفت؟!. أيضاً سيستمع لقصة سامي عندما شعر بالخوف يوم ذهب ليشتري أغراضاً وحده، لأن صاحب الدكان كان لطيفاً بشكل مبالغ فيه معه، وأعطاه قطعة حلوى غالية الثمن؟! يترك النص الأخير السؤال عما كان يريده صاحب الدكّان من سامي؟ وماذا سيفعل الطفل فيما لو كان بدلاً منه؟ ترى هل سيخبر صديقه، أم أهله، أم أنّه سيترك المدرسة والتعليم الإلزامي حتى لا يشغل تفكيره في هذه الكوابيس؟! طبعاً الكوارث الاستراتيجية التي ارتكبتها لجنة تأليف المناهج جعلت الجمهور يستحضر أناشيد المناهج القديمة مثل «عمي منصور النجّار»، ويترحم على شاعر الأطفال سليمان العيسى، في مواجهة موجة التهكّم الدائرة على السوشال ميديا حتى الآن. ما جعل الإعلام السوري ينكب في أكثر من برنامج على قضية المناهج، فكانت النتيجة هي استبدال إحدى القصائد لأن كاتبها معارض بقصيدة للشاعر سائر إبراهيم، والتنويه من قبل وزارة التربية بأن المقترحات والانتقادات ستدرس من قبلها وتؤخذ في الاعتبار!