أثار مقال الكاتب السعودي جمال خاشقجي (الصورة) المنشور اليوم الثلاثاء في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية زوبعة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي. المقال الذي حمل عنوان «السعودية لم تكن قمعية إلى هذا الحد. حاليا غير محتملة» (Saudi Arabia wasn’t always this repressive. Now it’s unbearable)، كان الشرارة التي أعلنت خاشقجي كمعارض رسمي للنظام السعودي.
تحدّث الإعلامي السعودي الذي أوقف أخيراً عن الكتابة في صحيفة «الحياة» على خلفية تصريحاته الداعمة للإسلاميين، عن الوعود التي طرحها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول الإصلاحات الإجتماعية والإقتصادية في المملكة، وجعل البلاد أكثر «إنفتاحاً وتسامحاً». ركّز المقال على حملات الإعتقال التي حدثت أخيراً، وعن معتقلات إختيارية أخرى في المنفى سواء في لندن أو في تركيا لسعوديين هربوا من سطوة النظام القائم. وصف خاشقجي في مقاله الذي ترجمته الصحيفة الأميركية إلى العربية، السعودية بأنّها باتت تحوي «مناخاً من الخوف والترهيب»، خصوصاً لناحية قرارها بـ «إجتثاث الإسلاميين».
إذاً، لم يعد يحابي خاشقجي النظام، وينتظر معاقبته إما بإيقافه عن التغريد أو بتعليق مقالاته في «الحياة». فنظرة سريعة على حسابه على تويتر كفيلة بإلتماس هذا التمرّد والتخندق خارج إرادة نظام بلاده.
في المقابل، تعرّض خاشقجي لهجوم عنيف على السوشال ميديا بسبب هذا المقال، فما كان منه إلا أن طالب منقديه بالرد عليه بـ «مقال ينشر في الصحيفة نفسها إن كان لديهم حقائق تنفيه». وعن اتهامه بتفضيله لتيار الإسلاميين، رد جمال على هؤلاء بالقول: «لا أراهن على هؤلاء أو أولئك وإنّما وطن تتعايش كل تياراته بحرية ومساواة تحت ظل قانون يلزم ويحمي الجميع».