وجوه كالحة ومعدمة، لأطفال اللجوء السوري، مرة من خلف الأسلاك الشائكة، وأخرى حفاة في المخميات. مشهدية من البؤس بنت عليها mtv، شريطها الترويجي الجديد (دقيقة واحدة)، بعنوان «نحن مع العودة الآمنة من أجلهم ومن أجل لبنان».
شريط يجمع تصريحات الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، ورئيس «الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية»، سمير جعجع، الى جانب أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، حول إمكانية ووجوب عودة اللاجئين الى سوريا.
رغم الحملات المتكررة للقناة على ملف اللجوء، وتحميله أوزار المعضلات اللبنانية، وجزم قناة «المرّ»، في محطات عديدة بأن اللاجئين باتوا يأكلون الأخضر واليابس في لبنان، ويستولون على مقدراته ويأخذون من درب مواطنيه خدمات المياه والكهرباء وسوق العمل، الا أن ما شهدناه في هذا الكليب القصير تصوير محصور فقط بالبؤس وبأحوالهم المأساوية. هنا، تتبدى الإزدواجية في التعاطي مع هذا الملف الشائك في لبنان، وتصوير اللاجئين (أكثر من مليون و800 ألف حسب الشريط)، سيما الأطفال منهم (محاولة لإثارة الشفقة)، على أنهم بؤساء يعيشون ضمن ظروف قاهرة «تعاسة»، و«فقر»، و«حرمان»، توجب عودتهم السريعة الى بلادهم، فيما لو عدنا الى معزوفة المحطة، سنرى خلاف ذلك، وأن من يعيش حياة البؤس هم اللبنانيون وليس اللاجئين السوريين.
يأتي الترويج لهذا الشريط اليوم، ضمن حملة سياسية إعلامية معروفة، تسطّح طريقة التعاطي مع قضية اللجوء، وتسلخه عن باقي حيثياته الأمنية والسياسية، وعن مسؤولية الدولة الغائبة أصلاً عن هذا الملف منذ البداية، في التصدي لعملية العودة. واليوم، تتاجر mtv، بأطفال اللجوء وبأرقامهم وتضعهم على ملصقاتها الإعلانية، بثاً للذعر، وبهدف تشكيل حالة ضغط إجتماعية في المرتبة الأولى.