يعرف مشاهدو التلفزيون رلى حمادة ممثلة، ولكن بعضهم قد لا يعرف أنها كاتبة أيضاً تهوى رواية القصص وصياغتها. تقرّ في حديث الى «الأخبار» أنها تملك نصاً تحتفظ به مخبأً، إذ إنه لن يثير اهتمام الشعب اللبناني اليوم. تؤكّد على حبّها للكتابة، متمنية الكتابة للتلفزيون يوماً ما لا للمسرح فحسب: «بدأت في المسرح لأنني أستطيع أن أنتج هنا. أما بالنسبة الى التلفزيون، فعليّ أن أنتظر بعد».
«ولو داريت عنك حبي» مرتبطة نوعاً ما بالمسرحية السابقة «حبيبي مش قاسمين» (الاثنان من كتابة حمادة). في الأولى، سليم وعايدة ثنائي متزوجان، لكنهما لم يرزقا الأولاد. وفي مكان ما من المسرحية، يطلب الرجل من زوجته التبنّي وهي ترفض. ولكنها تعود وتقتنع بالفكرة وينفذانها. تبدأ المسرحية الثانية من هنا بمشاركة حمادة، ولينا السويدي، ونوال كامل، وفريد شوقي تمثيلاً. الابنة التي تبنياها أصبحت في الـ21، وقررت الزواج. سليم ليس موجوداً في المسرحية لأنه يعمل في المكتب. موعد الزفاف بعد يومين والشابة لم تختر بعد الفستان. في حين تستعد للذهاب مع حماتها للتسوق، يفاجئهما خطيبها. الأخير واقع في مشكلة وعلى الجميع إيجاد حل لها.

تتمنى الكتابة للتلفزيون
يوماً ما لا للمسرح فقط

تقرّ حمادة أن فكرة المسرحية انطلقت من ملاحظة وجّهتها لها امرأة التقتها لدى حضورها إحدى المسرحيات. إذ عاتبتها بسبب جملة تقولها شخصية عايدة في العمل السابق مفادها أنها لا ترغب في التبني، بل بإنجاب ولد من زوجها، كأن التبني فكرة سيئة. تقول الكاتبة والممثلة معلّقة على الموضوع: «التربية هي الأهم والمشاكل هي نفسها في أي عائلة. الأمومة والأبوة في التربية لا في الإنجاب». وتضيف من جهة أخرى: «أرغب في أن تكون مسرحياتي من الواقع. هناك قصص حقيقية نعيشها يومياً، أحبّ أن أخبرها ولكن في قالب كوميدي. لا أحب أن أمرر الأمور بتوتر. الناس لا يحبون ذلك. نحن متعبون في حياتنا. لا نريد أن نذهب وندفع المال لنشعر باليأس. هذا ما فعلته العام الماضي في عملي أيضاً. كانت مسرحية كوميدية مضحكة وفي الوقت عينه فيها مغزى».
بالنسبة الى الكتابة، أنهت حمادة العمل على النص بالكامل قبل الاتصال بغابريال يمين والتعاون معه: «أعتبره مخرجاً وممثلاً رائعاً. تابعت جميع مسرحياته. يتمتع بحس فكاهة لافت. بعد الانتهاء من الكتابة، التقينا مرات عدة، وناقشنا الشخصيات وأضاف هو إلى المسرحية. وأتت هذه الإضافات جميلة جداً».
من ناحية أخرى، لا تخفي حمادة رغبتها في إخبار المزيد من القصص. وفي نيتها طرح مواضيع وأمور تواجهنا في الحياة اليومية ونفكّر فيها كثيراً، ولكننا لا نجرؤ على الحديث عنها بصوت عال. هي قصص لعلنا نخاف أن نخبرها، تشعر بالحاجة اليوم الى التعبير عنها صراحة في مسرحيات كوميدية. على الرغم من حلمها بالكتابة للتلفزيون، ومشاريعها المؤجلة فيه الآن، تعتبر حمادة أنّ المسرح هو بمثابة إعادة تأهيل للممثل من الداخل الى الخارج: «الممثل يستخدم آلة الجسد للعمل، وكذلك الصوت والإحساس. والمسرح يساعده على تنظيفها وتأهيلها من جديد. في المسرح، تتجدد الخلايا. قبل العروض، نتمرّن لمدة شهرين، ما بين 3 و4 ساعات يومياً تقريباً. ثم نعرض المسرحية لمدة 4 أو 5 أسابيع، لساعة وربع الساعة يومياً. ينتهي العمل مع نهاية التمارين التي تكون هي فترة الشغل الفعلية في المسرحية، لنحتفل بعد ختامها مع الناس بالافتتاحية».

«ولو داريت عنك حبي»: بدءاً من الغد (س:20:30) حتى 26 تشرين الثاني (نوفمبر) ـــ «مسرح الجميزة» ـ للاستعلام: 76/409109