جميع اللبنانيين يعرفون ما جرى ليل 22 تشرين الثاني سنة 1943. على الأقل جزء وافر منهم يعتقد أنه يعرف «القصة الكاملة». سرعان ما يتعرف اللبنانيون إلى «القطب المخفية»، والجوانب المهملة. سيقرأون كثيراً بعد المدرسة، وكتاب «تاريخها»، عن الدور التاريخي للجنرال سبيرز. سيقرأون مؤرخين جدّيين.
وسيكتشفون أنه لا وجود للمرأة في الأحداث، وأن منزل بشامون الشهير، الذي شهد أحداث الليلة الحاسمة، لم يُرمّم إلا بعد سبعين عاماً. وأن لوحة الاستقلال، صنعها الفرنسيون أنفسهم. وفي وقتٍ لاحق، سيكتشفون «التسويات»، و«القوى الإقليمية». ومنهم من قد يشعر أن لبنان ما زال فرنسياً أكثر من كونه لبنانياً. ومن العوامل القليلة التي تحمي «الاستقلال» بالفِعل، أكثر من الشِعار، يبقى الجيش اللبناني. لأسباب عديدة، اقترن الجيش بالاستقلال، واقترنت الذكرى بعرضه العسكري، من دون أن يلغي ذلك ــ بعد 74 عاماً ــ الحاجة الملحة، إلى بناء سردية وطنية حقيقية للاستقلال، تقوم على مصالحةٍ مع التاريخ، ولا تقوم على «استقلال الطوائف» عن بعضها البعض