يسعى الرئيس الألماني فرانك – فالتر شتاينماير إلى تجنيب البلاد انتخابات مبكرة، بدعوته، أمس، كلاً من الليبراليين و«الخضر» إلى العودة لمفاوضات تشكيل ائتلاف حكومي والتراجع عن مواقفهم السابقة، في مقابل إعلان المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، رغبتَها في الذهاب إلى انتخابات مبكرة.
وبعد إخفاق ميركل في تشكيل ائتلاف حكومي، أصبح رئيس الجمهورية يشرف على الأزمة التي تمرّ بها البلاد بموجب الدستور. ولذلك، عمل أمس على إجراء اتصالات مع الأحزاب التي يمكن أن تشارك في ائتلاف حكومي برئاسة ميركل التي لا تزال في السلطة منذ 12 سنة. وأكد الرئيس أنه لن يجري أي اتصال مع اليمين المتطرف ولا مع اليسار الراديكالي، وهو الأمر الذي ترفضه ميركل بنحو قاطع.

هناك ترقب أوروبي للأحداث في ألمانيا التي تؤثر بالمضي في إصلاحاته
واستقبل شتاينماير، أمس، الرئيسين المشتركين لحزب الخضر سايمون بيتر وجيم أوزدمير. لاحقاً، عقد لقاء سريعاً مع زعيم «الحزب الليبرالي الديموقراطي»، كريستيان ليندنر، الذي سببت مواقفه الأزمة غير المسبوقة، إذ قطع المفاوضات لتشكيل حكومة مع المحافظين في «الاتحاد الديموقراطي المسيحي» و«الاتحاد الاجتماعي المسيحي». كذلك، من المقرر أن يعقد شتاينماير، غداً، لقاءً مع رئيس «الحزب الاشتراكي الديموقراطي»، مارتن شولتز، الذي يرفض حتى الآن التحالف مع ميركل. وقد تستغرق مهمة شتاينماير أسابيع، وإذا فشلت المفاوضات الحالية، يبقى رئيس الجمهورية الشخصية الوحيدة التي يحق لها الدعوة إلى انتخابات مبكرة بعد حل البرلمان. بدوره، قال رئيس البوندستاغ، فولفغانغ شويبله، وهو إحدى أهم الشخصيات السياسية الألمانية، أمس في افتتاح جلسة مجلس النواب، إن ألمانيا «تواجه مشكلة ولا توجد أزمة حكم».
من جهة ثانية، هناك ترقب أوروبي للأحداث في ألمانيا، إذ بغياب برلين، يصعب الشروع بأي إصلاح للاتحاد الأوروبي، ولا في مفاوضات جدية حول خروج بريطانيا. يأتي ذلك على الرغم من إعلان المفوضية الأوروبية، أمس، أنها ستمضي قدماً بتقديم مشاريع إصلاحات منطقة اليورو في 6 كانون الأول، على أن يبدأ النقاش حولها في 15 كانون الأول في بروكسل خلال قمة أوروبية. ووفق المتحدث باسم المفوضية، مارغاريتيس سكيناس، فإن «أوروبا لن تتوقف» بسبب الأزمة الألمانية.
(الأخبار، أ ف ب)