في الوقت الذي يلتفت فيه المتابعون نحو التغييرات الدراماتيكية التي تشهدها أروقة mbc مع اعتقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصاحبها وليد الابراهيم، توجّهت الأنظار أخيراً نحو التعديلات التي تعيشها قناة «روتانا» التي يملكها الوليد بن طلال المعتقل بدوره. رغم أنّ نجم «روتانا» قد أفل منذ سنوات مع تقليص عدد العاملين في مكاتبها الموزّعين في الدول العربية، إلا أن علامات استفهام عادت لتحيط بمستقبل الشركة التي تضمّ شركة إنتاج وقنوات خليجية ودرامية وغنائية (أطلقت عام 2003).
فالشركة التي أسّسها الوليد عام 1982 (لاحقاً أدارها سالم الهندي مع بقاء سلطة الوليد فيها) وضمّت نحو 100 فنان، تشهد حالياً لحظات مصيرية تهدّد وجودها.
مرّ شهر تقريباً على اعتقال الوليد، وكثر الحديث عن أنّ الشبكة تعيش فترة ضبابية، من دون أن يعلن أيّ فنان عربي أو خليجي عن دعمه لرجل الأعمال السعودي. لكن منذ ساعات، تأكد خبر إزاحة الوليد نهائياً عن «روتانا» وإسناد المهمة إلى تركي آل الشيخ، وإرجاع جميع العقود والاستثمارات لتوقيع تركي لا غير.
لم يُكشف عن أسباب أو طريقة استلام آل الشيخ لمهامه الجديدة، وعمّا إذا الوليد تنازل فعلاً عن «روتانا» ضمن تسوية مع بن سلمان أو لا. اللافت أن مهمة تركي الجديدة ستضاف إلى مهامه الكثيرة، أولها عمله كمستشار للديوان السعودي بمرتبة وزير وترؤسه أيضاً مجلس إدارة «الهيئة العامة للرياضة». هذه الخطوة تطرح الكثير من العلامات والإشارات حول تعزيز مكانة تركي في الإعلام في هذه الفترة التي تعيشها المملكة، بدءاً من تحريكه بعض الملفات والتغييرات في قناة mbc وصولاً إلى «روتانا». من هذا المنطلق، أشرف تركي على التعديلات التي ضربت mbc أخيراً، فأوقف برنامج «et بالعربي» الذي نشر خبر زواجه من المغنية المصرية آمال ماهر. وتشير المعلومات إلى أن آل الشيخ يروّج لنفسه بأنه «شاعر محبّ للفنّ»، لذلك لم يكن خبر تسلّمه «روتانا» مفاجئاً لدى بعضهم. كما كان لافتاً أن عمرو دياب غنّى من أشعار تركي في ألبومه «معدّي الناس» (أبصر النور الصيف الماضي) وتحديداً أغنية «يا أجمل عيون». تلك الأغنية أثارت الجدل في الوسط الفني، حول الأسباب التي دفعت «الهضبة» إلى تأديتها، ليظهر لاحقاً أن الشاعر السعودي أهداها إلى آمال بعدما كشفت الصحافة المصرية علاقتهما العاطفية. تؤكّد بعض المصادر أن التغييرات في «روتانا» ستطال جميع مكاتبها في دبي والقاهرة (وباقي المكاتب)، وستصل إلى الادارة العامة. لذلك فتعيين آل الشيخ سيترافق مع تغيرات طارئة في الانتاج والتعاقد مع الفنانين، مع العلم أن الموظفين في «روتانا» لم يتبلّغوا التعيينات الجديدة بعد. كما يُحكى أن الحفلات التي يحييها نجوم «روتانا» حالياً، تجري بالتعاقد بينهم وبين تركي مباشرة، بعيداً عن الآلية التي كانت سائدة في السابق. فأيّ مصير ينتظر«روتانا»!