«وحده الله يعلم ما يفعله فايسبوك لأدمغة أطفالنا»شون باركر،
الرئيس السابق لفايسبوك


عندما يعلن شخص ما أنه لا يسمح لأطفاله باستخدام فايسبوك فهو أمر غالباً ما يكون عادياً نظراً للانتقادات التي تطال هذه الوسيلة. لكن عندما يصدر هذا الإعلان عن شاماث باليهابيتيا، المدير التنفيذي السابق في فايسبوك والذي كان مسؤولاً عن توسيع قاعدة المستخدمين، يختلف الأمر. أضف إلى ذلك ما أعلنه الرئيس السابق لفايسبوك شون باركر الذي قال: «وحده الله يعلم ما يفعله فايسبوك لأدمغة أطفالنا». فايسبوك بلسان مطوريه هو وسيلة لتدمير المجتمع والسيطرة، لخلق إدمان يستغل نقاط الضعف عند الناس ويدفعهم إلى السعي الدائم لنشر محتويات تعطيهم شعوراً بالرضا.

الشهر الفائت أعلن الرئيس السابق لفايسبوك شون باركر أن «وسائل التواصل الاجتماعي تم تطويرها لتكون إدماناً»، واصفاً فايسبوك بأنه «حلقة ردود فعل للتحقق من الصحة الاجتماعية تستغل نقاط الضعف عند الناس». اعترف باركر، الذي انضم إلى فايسبوك عام 2004 بعد 4 أشهر على إطلاق الموقع، أنه «عندما كان يجري تطوير فايسبوك كان الهدف كيف يمكننا أن نستهلك أكثر ما يمكن من وقتك ومن اهتمامك ومن وعيك؟»، وكانت هذه العقلية التي أدت إلى خلق ميزات مثل زر «like» الذي من شأنه أن يعطي المستخدمين «حقنة صغيرة من الدوبامين (مادة تعطي إحساساً بالمتعة والسعادة)» لتشجيعهم على تحميل المزيد من المحتوى. قال باركر: «إن فايسبوك حرفياً يغير علاقتك مع المجتمع، مع الأشخاص الآخرين، وربما يتداخل مع الإنتاجية بطرق غريبة، ولا يعرف الله ما يفعله لأدمغة أطفالنا».
في اليوم التالي على مقابلة باركر ظهر «نادمٌ» آخر من الذين شاركوا في تطوير فايسبوك هو شاماث باليهابيتيا الذي انضم إلى الشركة عام 2007 ليصبح أحد المدراء التنفيذيين المسؤولين عن توسيع قاعدة المستخدمين قبل أن يرحل منها عام 2011. فقد أعلن باليهابيتيا في مقابلة مع طلاب كلية الدراسات العليا في جامعة ستانفورد أنه يشعر «بذنب هائل» عن الشركة التي ساعد في تطويرها، قائلاً: «أعتقد أننا خلقنا أدوات تقوم بتدمير النسيج الاجتماعي للمجتمع»، في تعليقه على رموز القلوب والإعجاب وعدم الإعجاب التي طورها فايسبوك. «لا يوجد أيّ حوار مدني. لا تعاون. معلومات مضللة. حقائق مضللة. نحن في حالة سيئة حقاً في الوقت الراهن، في رأيي».

«لا أسمح لأطفالي باستخدام هذه
القذارة»


يعترف باليهابيتيا أن «الناس الذين كانوا يبنون فايسبوك في بداياته كانوا يعلمون في تفكيرهم أن هذه المنصة يمكن أن يُساء استخدامها ولكنهم تجاهلوا إحساسهم. وعلى الرغم من أننا تظاهرنا كل هذا الوقت أنه ربما ليست هناك أي عواقب سيئة مقصودة حقاً، في أعماق عقولنا كنا نعرف أن شيئاً سيئاً يمكن أن يحدث».
المدير التنفيذي السابق في فايسبوك لا يستخدم فايسبوك! فقد أعلن في مقابلته أنه «إذا نظرتم إلى صفحتي على فايسبوك سترون أني نشرت مرتين في السنوات السبع الماضية. أنا لا أستخدم هذه الأدوات بعد الآن، ولم أستخدمها منذ سنوات ما خلق توتراً كبيراً مع أصدقائي وفي الأوساط الاجتماعية». وفي تعليقه على السماح لأطفاله باستخدام فايسبوك قال باليهابيتيا: «لا أسمح لأطفالي باستخدام هذه القذارة». يقول باليهابيتيا إن فايسبوك يشجع على خلق «شعبية وهمية هشة»، مما يجعل المستخدمين يشعرون بفراغ، وبالتالي يحتاجون الى جرعة أخرى وهذه الحلقة هي ما تدفع الناس الى مشاركة المنشورات التي يعتقدون أنها سوف تحصل على إعجاب الآخرين. قد لا تدركون ذلك، يقول باليهابيتيا، لكنهم يقومون ببرمجة سلوككم. لم يكن الأمر مقصوداً، ولكن اليوم علينا أن نقرر ما إن كنا سنتخلى عن هذه الوسيلة وما إذا كنا مستقلين فكرياً.
يشير باليهابيتيا إلى حالة حصلت في الهند ربيع هذا العام، عندما أدت رسائل كاذبة تم تداولها على الواتساب للتحذير من مجموعة من الخاطفين الى قتل سبعة أشخاص أبرياء. «فايسبوك تملك واتساب، وهذا ما نواجهه اليوم. تخيل عندما تأخذ هذه الحادثة إلى أقصى الحدود، حيث يمكن للجهات السيئة الآن أن تتلاعب بأعداد هائلة من الناس للقيام بأي شيء تريده». يوصي المدير السابق الناس بـ «أخذ استراحة صعبة» من وسائل التواصل الاجتماعي فـ»إذا استمرينا في إطعام الوحش سوف يدمرنا. لدينا فرصة اليوم للسيطرة عليه وكبحه».