يوم الخميس الماضي، اعتقلت قوات الإحتلال الصهيوني، الشاب فوزي الجنيدي (16 عاماً) في منطقة «باب الزاوية» (وسط الخليل) جنوب الضفة الغربية. حوصر الشاب الفلسطيني الأعزل، من قبل 23 جندياً مسلحاً، وضرب ضرباً مبرحاً، فأضحى أيقونة في الصورة التي التقطها عبد الحفيظ الهشلمون (يعمل لصالح الوكالة الأوروبية)، وهو يتوسط هؤلاء الجنود، معصوب العينين، ورافعاً رأسه الى أعلى.
الشاب الذي يقبع في سجن «عوفر»، هو الإبن البكر لعائلة فلسطينية، مؤلفة من 7 أفراد. يعاني والداه من أمراض مزمنة، وقد اضطر الى ترك المدرسة بغية إعالة عائلته. قصته الشخصية التي خرجت الى العلن، ساهمت في إنتشارها تلك الصورة لهشلمون، التي جالت العالم أخيراً. سرعان ما اجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي والميديا الغربية، وكانت مصدر إلهام للعديد من الفنانين، لصناعة تحف فنية.
فوزي الجنيدي أيقونة القدس وملهم المبدعين!
الفنانة الإيطالية اليسيا بيلونزي، كانت من أوائل الفنانين، الذين استلمهوا هذه الصورة الفوتوغرافية، فأبرزت الشاب، مرتدياً العلم الفلسطيني بين الجنود الصهاينة. بعدها كرّت سبحة هذه الأعمال. على سبيل المثال شبّه الفنان الفلسطيني هاني عباس، الجنيدي بالسيد المسيح وهو حامل صليبه على ظهره. أما المصمم محمد منصور، فقد جسد في الجنيدي، الشخصيتين الكرتونيين «سبايدرمان» و«هالك». وأخيراً، حلت صورة الشاب الفلسطيني البطل على جدراية على طريق القدس المحتلة، مذيلة بعبارة بالإنكليزية: «أستطيع أن أرى: القدس عاصمة فلسطين».
هكذا، ضمن أسبوع واحد من الإحتجاجات والحراك الفلسطيني، ضد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بإعتبار «القدس»، عاصمة «إسرائيل»، إنتشلت هذه الصورة الفوتوغرافية، التي تختصر معاني كثيرة من بطش الإحتلال، وانتهاكاته بحق الأطفال. انضمت الى غيرها من الصور، الحيّة والخالدة في الذاكرة الجمعية، بدءاً من الشهيد محمد الدرّة، وليس إنتهاء بالطفل إيلان الكردي، الذي سجّي على الشاطىء التركي (2015)، وألهم وقتها فناني العالم، وساهم في فتح أوروبا من جديد أبوابها الى اللاجئين السوريين.