اعتدنا متابعة عروض أفلام صامتة مترافقة مع أداء موسيقي حيّ أو ما يُعرف بالـ «سيني كونسير» خلال المهرجانات السينمائية التي تنظمها «متروبوليس أمبير صوفيل». من أجل دعم أنشطتها، أتت شبكة «ناس» بفكرة مختلفة، تقضي بعرض فيلم صامت بالأبيض والأسود، ولكن هذه المرة مترافقاً مع أداء صوتي مباشر للممثلين لا بالموسيقى.
باختصار، «ناس» شبكة تجمع شاشات ونوادي سينمائية عربية ومراكز ثقافية وموزعي أفلام، إضافة الى موقع نقد سينمائي كلها من المنطقة. تضمّ الشبكة 20 عضواً ضمنها «جمعية متروبوليس». من أولويات هذه الشبكة تسهيل مرور الافلام وعرضها في العالم العربي وتحميس الجمهور العربي، خصوصاً لهذا النوع من الافلام. تنظّم «ناس» ـــ وهي مبادرة فريدة في المنطقة، ولكن موجودة عالمياً ــــ ورش عمل للمشتغلين في الحقل السينمائي، إضافة الى لقاءات سنوية، تُناقش فيها التجارب في المجال. في أيلول (سبتمبر) الماضي مثلاً، نُظمت ورشة عمل في إطار «مواهب بيروت». كما تتم المناقشة مع الموزعين لتسهيل الوصول الى الأفلام. وعندما تسمح الإمكانات، تشتري الشبكة حقوق أفلام، كما يمكنها أن تكون صلة وصل بين الموزع وأعضاء الشبكة. هذه السنة، أطلقت مشروع دعم مالي لثمانية مشاريع سينمائية في المنطقة. ويبقى الهدف الأهم زيادة جمهور الصالات في المنطقة.
في عام 2011، أحدث فيلم «الفنان» الصامت للمخرج الفرنسي ميشال هازانافيسيوس ضجة كبيرة في عالم السينما بحيازته جوائز أوسكار عدة، بعدما كان قد عُرض ضمن المسابقة الرسمية في «مهرجان كان السينمائي الدولي». إنّه الفيلم الذي اختارته «ناس» لسهرة جمع التبرعات عبر العرض الادائي السينمائي أو الـ «سيني برفورمانس» الذي تنظّمه مساء اليوم. في حديث مع «الأخبار»، تشرح ممثلةً الشبكة نويمي كان، أن هذا الحدث ليس من الأنشطة التي تُنظمها عادة، لكنها أرادت الابتعاد عما تقدّمه «متروبوليس» في مهرجاناتها ونشاطاتها طوال العام. من هنا، جاء اقتراح عرض فيلم صامت بالابيض والاسود، مرفقاً بأداء صوتي حيّ للممثلين في الصالة. وقع الاختيار على «الفنان» بما أنّه فيلم يعرفه الناس وعُرض منذ فترة ليست بعيدة. وتضيف كان: «بحثنا كثيراً عن فيلم مناسب. ورغبنا في شيء سيحبه الناس ويكون كلاسيكياً وصامتاً، بشرط ألا يكون طويلاً جداً أو تراجيدياً. فالفكرة تكمن في عرض فيلم فرح، يكون في الوقت عينه أشبه بتحية الى السينما. لذا لم نملك الكثير من الخيارات وبدا الأمر منطقياً، خصوصاً أن هذه الامسية هدفها جمع تبرعات من أجل صالات السينما».
اللافت في هذا العرض اختلاف القصة والنص تماماً عن سيناريو الفيلم الاصلي. فالممثلون الحاضرون سيتبادلون الحوار بالعربية معتمدين على نص من تأليف جووي حرفوش، وميشال كسرواني وإدوين نصر، وأداء كل من نادين لبكي وجورج خباز وزينة دكاش ورودريغ سليمان وسينتيا خليفة وسيمي مرعب. هو نص اقتُبس من واقع لبنان يعكس الوضع الراهن في البلد.

نص اقتُبس من واقع لبنان ليعكس الوضع الراهن في البلد
سيتابع الجمهور الفيلم على الشاشة، وفي الوقت عينه، سيسمع قصة مختلفة تماماً تؤديها أصوات الممثلين الذين سيتوزعون على جهتي المسرح، من دون أن تكون لهما إطلالة. إنها قصة شابة تريد أن تصبح فنانة، كما في الفيلم الأصلي، ولكن التركيز هذه المرة سيكون على حياة ممثلة في لبنان في إطار مختلف.
عن خيار الممثلين لأداء هذا العرض، تقرّ كان أن الشبكة لجأت الى أشخاص معروفين بالتزامهم الدفاع عن السينما، وهم مهتمون بمساعدتها في لبنان على المستوى الثقافي، مشددة على دور زينة دكاش مثلاً في جميع المشاريع. كما أنهم قبلوا تأدية الادوار مجاناً من أجل مساعد «ناس» بطريقة عفوية.
على صعيد آخر، ورغبة من المنظمين في أن يكون العرض متاحاً لأكبر عدد من الناس، ستراوح أسعار البطاقات بين ما هو معقول والأكثر كلفة، وسيتوزع الجمهور على صالتي «متروبوليس». علماً أن الممثلين سيكونون في الصالة الأولى.
بما أن العرض لا يمسّ بالفيلم أو يغيّر شيئاً فيه، بل يكتفي بإضافة حوارات، فليست هناك مشكلة في ما يتعلق بحقوق العمل، إلا أن القيمين على الشبكة اتصلوا بالموزعين واشتروا الحقوق لهذا العرض.

عرض أدائي سينمائي عن فيلم «الفنان (ة)»: 19:30 مساء اليوم ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الاشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: [email protected]
03/102107
01/567286