مع اقتراب الذكرى المئوية الأولى لنهاية الحرب العالمية الأولى، يتحضّر المخرج النيوزيلندي بيتر جاكسون (56 عاماً) لإعداد فيلم عنها، سيُعرض في وقت لاحق عبر «هيئة الإذاعة البريطانية» ويوزّع على كلّ المدارس الثانوية في المملكة المتحدة. وفي سبيل هذه الغاية، استعيد جزء من الأرشيف المصوّر للحرب التي دارت بين العامين 1914 و1918، وجرى تلوينه بتقنيات حديثة، وفق ما لفتت صحيفة الـ «غارديان» البريطانية اليوم.
يقرّ المخرج الحاصل على أوسكار بأنّه فوجئ بـ «الإمكانات المتاحة بفضل التكنولوجيا المتوافرة اليوم... نستطيع أن نظهر المشاهد القديمة والمغبّشة وكأنّها صوِّرت قبل أسبوع مثلاً».
تواصل «المتحف الإمبراطوري للحرب» في لندن مع جاكسون للمرّة الأولى قبل عامين بخصوص الاستفادة من أرشيفه المصوّر بطريقة مختلفة ومفيدة، ليغوض المخرج في أكثر من 600 ساعة من المقابلات الصوتية مع قدامى المحاربين، والتي أجريت بين ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. ولم يتطلّب الأمر الكثير من التفكير قبل أن يعطي مخرج أفلام Lord of the Rings و Hobbit موافقته.
وقال جاكسون إنّ الناس اليوم يعرفون النسخة النمطية والتقليدية من رواية الحرب: «أعتقد أنّني سأفاجئهم عندما يسمعون أصوات المقاتلين يروون تفاصيل يومياتهم: ماذا كانوا يأكلون، وكيف كانوا ينامون، وكيف تأقلموا مع الخوف».
سيُعرض الشريط للمرّة الأولى بتقنية ثلاثي الأبعاد ضمن فعاليات «مهرجان لندن السينمائي» (تنظيم معهد السينما البريطاني» في تشرين الأوّل (أكتوبر) 2018، لينتقل بعدها إلى شاشة «بي. بي. سي» وإلى المدارس.
في هذا السياق، لفتت مؤسسة 14-18 Now، المسؤولة عن كل اللجان والأنشطة التي تحيي الذكرى المئوية الأولى على نهاية هذه الحرب، قالت إنّ برنامج هذا العام يضم «42 مشروعاً»، من بينها عمل فني جماعي ضخم سيُكشف النقاب عنه في 10 حزيران (يونيو) المقبل، يمثّل أوّل قانون أعطى المرأة البريطانية حق الاقتراع. سيكون هذا العمل من الأكبر لهذا العام، ويحمل توقيع مجموعة Artichoke الفنية، بمشاركة نساء وفتيات ضمن مواكب سيّارة تجوب شوارع بلفاست، وكارديف، ولندن، وإدنبرة، وهنّ يرتدين الأخضر والأبيض والبنفسجي. كذلك، ستقوم مئة فنانة بإعداد لافتات خاصة بالحدث بالتعاون مع المجتمعات المحلية في كل أرجاء البلاد. أما لائحة المشاريع الأخرى، فتضم عرضاً فنياً لوليام كنتريدج بعنوان The Head and the Load، يروي قصّة ملايين الحمّالين والعمّال الأفارقة الذي خدموا القوّات البريطانية والفرنسية والألمانية خلال الحرب. علماً بأنّ العمل سيُفتتح في متحف «تيت مودرن» في العاصمة البريطانية في تموز (يوليو) المقبل.