تعزّزت، أمس، المؤشرات إلى إمكانية تفعيل المسار السياسي في ما يتصل بالأزمة اليمنية خلال الأيام المقبلة، مع مواصلة وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، جولته القصيرة في المنطقة، وتوجه الناطق باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، إلى العاصمة العُمانية مسقط.
والتقى جونسون، مساء الخميس، سلطان عُمان، قابوس بن سعيد، بحضور وزير الخارجية العُماني، يوسف بن علوي، في إطار مباحثات «رفيعة المستوى» يجريها في كل من السلطنة والمملكة السعودية، بهدف الدفع باتجاه إيجاد «حل سياسي للصراع في اليمن». ولئن لم يرشح عن لقاءات بوريس إلى الآن ما يفيد باحتمال انعقاد جولة جديدة من مشاورات السلام قريباً، إلا أن الزيارة القصيرة التي أجراها الناطق باسم «أنصار الله» إلى مسقط، بعدما أقلّته من صنعاء طائرة عُمانية على متنها شخصيات من السلطنة، تشي بأن احتمالاً من هذا النوع لم يعد مستبعداً، على الرغم من أن الرحلة استهدفت أيضاً نقل مواطن أميركي كانت تحتجزه «أنصار الله» في صنعاء إلى عُمان، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر في العاصمة اليمنية.
على خط موازٍ، وفيما بدا رسالة إلى قيادة «التحالف» التي وضعت رهانها على أن انقسام حزب «المؤتمر الشعبي العام» - عقب مقتل زعيمه - سيحرم «أنصار الله» من إمكانية الاستفادة من مجلس النواب اليمني كمؤسسة شرعية، انعقدت أمس جلسة استثنائية موسعة للمجلس برئاسة رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد. وقال الصماد، في كلمة خلال الجلسة، إن «انعقاد المجلس ليس انعقاداً عادياً، إنما انعقاد باليستي سيصيب العدوان في مقتل، وستكون له آثار على المستويين الوطني والإقليمي وكذلك الدولي»، مضيفاً أنه «بعد أحداث ديسمبر، ظن العدوان أنه يستطيع أن ينتزع السلطة من تحت سقف هذا البرلمان ليضمها إلى بقية أدواته، إلا أن الوعي الوطني والقيم والأخلاق التي يتحلى بها الأعضاء ما كانت لتتلاشى أمام أي حدث أو إرجاف أو تهويل».
ودعا الصماد أعضاء البرلمان «الذين ارتموا في أحضان دول العدوان» إلى العودة إلى صنعاء من أجل «التحاور بيننا كيمنيين تحت مظلة هذه المؤسسة الوطنية، وتفويت الفرصة على دول العدوان»، مبدياً «الاستعداد لدعم هذا التوجه، وتقديم كامل التسهيلات والضمانات للوصول إلى تسوية بين الأطراف اليمنية». وأشار إلى «(أننا) سعينا جاهدين لتطبيع الأوضاع بعد الأحداث المؤسفة في ديسمبر الماضي، وعملنا بكل جهد لتجاوز آثار تلك المحنة»، متابعاً «أننا شارفنا على إغلاق ملف المعتقلين والأسرى على ذمة تلك الأحداث، وقد تم إخراج جميع المدنيين الذين قاتلوا، ويتم الآن تجهيز من تبقى من العسكريين، وخلال يومين سيتم إطلاقهم بحضور السلطة المحلية، والوجاهات الاجتماعية، وقادة الوحدات العسكرية المنتمين إليها».
(الأخبار)