رغم أنّ منظمة «مراسلون بلا حدود» اعتبرت البحرين من بين أخطر عشرة بلدان للعمل الصحافي، إلا أنّ ذلك قليلاً ما يهمّ الوليد بن طلال. قبل أيام من انتهاء عام 2011، أُعلن عن اتفاق بين «المملكة القابضة» التي يملكها الوليد، ووزارة الإعلام البحرينية يقضي بنقل شبكة «روتانا» إلى المنامة. الحديقة الخلفية للسعودية، قدّمت تسهيلات كبيرة للأمير الذي سيطلق أيضاً قناته الإخبارية «العرب» من العاصمة البحرينية في نهاية 2012. إذ أصدر الديوان الملكي تعليمات بمنح الوليد كل التسهيلات من أجل اختيار البحرين مكاناً للقناة الإخبارية.
واستطاعت هذه التسهيلات التفوق على عروض قدمتها مدن عربية أخرى ذات باع طويل في هذا المجال. ونقلت أوساط بحرينية مطّلعة على ملف القناة أنّ الدولة البحرينة قدمت مبلغ 15 مليون دولار للقناة، إضافة الى تقديم المكان مجاناً وتوفير خدمات لوجستية وإدارية وحكومية بهدف استقطاب قناة الوليد. هذه التسهيلات تهدف إلى إظهار المنامة محلّ ثقة رغم الثورة والاضطرابات الحاصلة هناك. أما قرار الوليد بنقل «روتانا» إلى البحرين وإطلاق «العرب» من هناك، فهو سياسي في الدرجة الأولى يندرج ضمن استراتيجية السعودية في الدفاع عن النظام البحريني.
وما سيسهّل هذا الانتقال أنّ البحرين تملك حصة في شركة «نور سات»، وبالتالي تتمتع ببنية تحتية للبث.
إذاً، بعد lbc SAT التي ستكون قناة لبنانية ترفيهية موجّهة إلى العالم العربي، و«روتانا خليجية» التي صارت تحظى بشعبية في الجزيرة، تأتي إخبارية «العرب» التي سيديرها الوليد مباشرة. ورغم أنّ هذا الأخير صرّح مراراً بأنّها ستكون محطة وسطية تقع بين «الجزيرة» و«العربية» وستواكب «الربيع العربي»، إلا أنّ مجرد إعلان المنامة موقعاً لها يطرح علامات استفهام كثيرة. طبعاً، ستتبنى المحطّة الرواية الرسمية من الثورة البحرينية. لكنّ المطّلعين على الملف يحكون عن دور إقليمي للقناة، خصوصاً بعدما فشل النظام البحريني في إقناع المجتمع الدولي بارتباط المعارضة المحلية بإيران. بالتالي، مطلوب من القناة أن تشكّل رأس الحربة في هذه المعركة، وتسهم في إذكاء روح الفتنة المذهبية وزيادة التعبئة الإيديولوجية على المعارضة البحرينية وحزب الله وتيار الممانعة في المنطقة.
لكنّ جملة معضلات سيواجهها الوليد مع قناته التي وضع يوم 12/12/2012 موعداً لإطلاقها: هل ستقبل الكادرات الإعلامية والإدارية العمل في بلد غير مستقر؟ هل يقبل بعض مستشاري الوليد الذين اشتهروا بوسطيتهم بالسياسات التي ستفرض على المحطة وأولهم مدير قناة «العرب» جمال الخاشقجي الذي كان رئيساً لتحرير صحيفة «الوطن» السعودية ثم أُجبر على الاستقالة بسبب مواقف لم تعجب ولي العهد ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، أحد أبرز رموز التيار المتشدد في المملكة؟