فاز الروائي السوري فيصل خرتش (1952 ــ الصورة) بالمرتبة الأولى لـ «جائزة الطيب صالح للرواية» في دورتها الثامنة، عن روايته «أهل الهوى». وكانت لجنة تحكيم الجائزة قد أعلنت نتائجها في الخرطوم أمس، في حقول الرواية والقصة القصيرة والنقد.
لا يبتعد صاحب «تراب الغرباء» في روايته هذه عن مناخاته السردية السابقة، إذ لطالما اشتغل تخييلياً على الشخصية الحلبية، خصوصاً تلك التي تنتمي إلى القاع والهامش، في حفريات عميقة، تكشف عن العوالم السفلية للمدينة. هو الذي خبر عن كثب أزقتها وأماكنها السريّة، ما أوقع معظم رواياته في مواجهة مع الرقابة، فهو صاحب الروايات الممنوعة بامتياز، ما اضطره اللجوء إلى دور النشر البيروتية. وإذا به يحصد جائزة مجلة «الناقد» عن روايته «موجز تاريخ الباشا الصغير» (1990)، وسوف يكمل مسيرته الروائية بعناوين لا فتة كان آخرها «دوّار الموت بين حلب والرقة» (دار الريس/2017) التي رصد خلالها تجربته في حلب أثناء سيطرة الجماعات التكفيرية المسلحة على المدينة، رافضاً مغادرتها. لذلك جاءت روايته هذه كشهادة حيّة على الخراب. «اعتقد ان أغلب الروائيين الذين كتبوا عن حلب، لم يعيشوا تفاصيل نسيجها ولم يلتقطوا نبضها الحقيقي. أما انا فقد وجدت نفسي حافياً في أزقتها، ومغامراً في ليلها وهارباً من قوانينها الصارمة» يقول.