هناك أزمة مالية داخل أسوار القلعة الصفراء. هذا ما يؤكده مدير الأنشطة الرياضية في نادي الرياضي بيروت جودت شاكر، في حديث مع «الأخبار». لا يجد الرجل أيّ داعٍ للنقاش في «القيل والقال»، ويتحدث بصراحة مطلقة عن الأزمة المالية. لكن الجديد، هو أن ثمة «اتجاه جديّ لحل هذه الأزمة في الأيام أو الأسابيع المقبلة، بعدما دخل رئيس الحكومة سعد الحريري على الخط».
في المرحلة الحالية، قدّم الحريري دعماً محدوداً، لكنه وعد بدعمٍ إضافي خلال الفترة المقبلة، وهو الذي سيساعد على دفع الرواتب المستحقة لبعض اللاعبين. يؤكد شاكر أن «الأمور ستحلّ نهائياً فور الانتهاء من تشكيل اللجنة الإدارية للنادي»، والتي ستعمل على وضع برنامج عمل واضح، وتذليل جميع العقبات وتأمين الأموال اللازمة. كما أن العمل على تشكيل اللجنة الفنية في النادي سيساهم في وضع خطة لانطلاقة جديدة قبل الدخول بالمراحل الإقصائية من بطولة لبنان، حيث يسعى النادي البيروتي للحفاظ على لقبه.

الحريري قدّم دعماً «مؤقتاً» للنادي «الرياضي»


وتعليقاً على وصول رجل الأعمال جهاد العرب إلى منصب رئيس نادي الرياضي، قال شاكر إن «جهاد العرب لم يرد في أي وقت أن يصبح في موقع رئيس النادي الرياضي، رغم أن وصوله يمكن أن يعطي دفعة كبيرة للنادي»، عبر الدعم المالي الكبير الذي يستطيع أن يقدمه. بكلمات أخرى، يرحب «الرياضيون» بأن يكون العرب رئيساً للنادي، إلا أنّ الأخير، لا يرغب حتى الآن بلعب هذا الدور. وفي سياقٍ منفصل، ينفي شاكر ما تردّد عن أن ذهاب صانع ألعاب النادي ومنتخب لبنان وائل عرقجي للعب في صفوف نادي Beikong fly Dragons الصيني سببه الأزمة المالية وعدم القدرة على دفع رواتب اللاعبين. يقول إن «الإدارة سمحت للعرقجي بالذهاب وخوض التجربة الاحترافية التي تمتد على مدة شهر، لأنها لا تريد أن تقف بوجه اللاعب في هذا الأمر الذي سيساعده على تطوير مستواه كثيراً». ويستفيض شارحاً أن «الإدارة لن تقف بوجه أيّ لاعب إذا ما حصل على عرض كبير من ناد عالمي، يساعده على تطوير مستواه خاصة إذا كان لاعباً صغير السن، لأن هذا الأمر ينعكس على كرة السلة اللبنانية إيجاباً».
أمس الأحد، حدثت تطورات وصفها المتابعون بالـ«إيجابية»، ويبدو أن هناك إجماعاً في أروقة النادي على مازن طبارة، كرئيسٍ للنادي، بينما هناك خلاف ما زال قائماً على منصب أمين السر.

مطرانية بيروت تهب لنجدة «الحكمة»

ولكن، يرجّح القيّمون على النادي أن يتولى تمام الجارودي هذا المنصب، نظراً لقدرته على الانسجام والعمل مع طبارة. الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة للرياضي.
أزمة الرياضي، تقابلها مأساة أشدّ عمقاً يعيشها الحكمة، الذي صنع مجد السلة اللبنانية بين 1998 و2005 بقيادة الرئيس التاريخي الراحل أنطوان شويري. الحكمة الذي بدأ تحضيراته للموسم بقوة وأمل كبيرين لاستعادة مكانته والعودة إلى حصد الألقاب، وجد نفسه في المستقنع المالي من جديد، بعدما انسحب كبار داعمي النادي، لتعود أزمة السنوات الماضية وهي غياب التمويل. مدرب «الحكمة»، والعارف بكل التفاصيل منذ سنوات فؤاد أبو شقرا، أكد في حديث مع «الأخبار» أنه يعمل «المستحيل لإقناع اللاعبين الأجانب بالعودة عن اعتكافهم ومواصلة اللعب في جميع المباريات»، حتى يتم التوصل إلى حلّ ودفع مستحقاتهم المالية المتراكمة. لكن هل يكفي الشغف؟ يكفي لحب «الحكمة». الأجانب والمحترفون لديهم حسابات أخرى. يؤكد أبو شقرا أن الأزمة المالية في الحكمة «مش سهلة»، متمنياً «نجاح الإدارة في مساعيها التي تقوم بها لإخراج النادي إلى بر الأمان»، خاصة وأن النادي قاتل خلال الفترة الماضية، وتمكن من إنهاء المرحلة الأولى من بطولة لبنان بين الخمسة الكبار رغم الظروف الصعبة. وهذا يُحسب للفريق ولمدربه الخبير.

سيستغني «اللويزة» عن اللاعبين الأجانب لتخفيف الأعباء
المالية

يعتبر أبو شقرا أن فترة التوقف الدولي الخاصة بالمنتخب والتي تمتد من 12 الجاري، إلى أوائل شهر آذار، ستكون فرصة مهمة للقلعة «الحكماوية» لحل الأمور الإدارية، والتواصل مع بعض الداعمين الجدد، للنهوض بالنادي. وعلمت «الأخبار» من مصادر حكماوية، أن مطرانية بيروت «دخلت على خط أزمة نادي الحكمة وبدأت بدورها بطرح الحلول والعمل لتأمين الدعم اللازم لكي يستعيد نادي الحكمة مكانته بين الكبار». ولسيرة الكبار، فإن المتابعين يعرفون جيداً أن الحكمة يعتمد على نحو خاص، على لاعبيه الأجانب، على عكس النادي الرياضي الذي يعتمد على اللاعبين المحليين. وعلى الهامش، رفض أبو شقرا إعطاء موقف حول نظرته لموضوع «ثلاثة أجانب» داخل الملعب، وتضرر اللاعب اللبناني من هذا القانون، مؤكداً أن الأمر «بحاجة إلى دراسة هادئة»، مشدداً على أن المسألة بالدرجة الأولى تتوقف على «ضبط الأسعار»، وذلك نظراً للأرقام الكبيرة (برأيه) التي تُدفع اليوم.
يُذكر أن الاتفاق مع مصرف SGBL لم يصل إلى «النهاية السعيدة» التي كان ينتظرها محبّو النادي، والتي كان من شأنها أن تحسّن وضع الفريق كثيراً.