يجمع صنّاع الدراما السورية على أن مهمة الإنتاج انحصرت بجوقة من التجّار أو أفراد لا يعرفون شيئاً عن فن الدراما التلفزيونية. بما أن الدراما هي قطاع سوري من ضمن مجموعة قطاعات، لذا لا بدّ لمعرفة إشكالاتها وإيجاد الحلول لها، الخوض في الآلية التي تدور في البلاد.
كذلك يجب التنبّه إلى أن القرارات الفنية والثقافية حتى في المؤسسات الرسمية، توضع في أيدي أشخاص غير مؤهّلين لقيادة نهضة ثقافية أو فنية. وربما لو تمكّنت الأعمال التي عجزت عن التسويق في الموسم الماضي من الوصول إلى المشاهد، سيكون الهجوم النقدي أخفّ وطأة مما ظهر عليه. على الرغم من إجماع الوسط الفني والمهتمين بالدراما على ضرورة إيجاد سوق عرض محلية سورية لإنقاذ هذه الصناعة، إلا أن لا تغيرات جذرية أو انقلابات مفاجئة في ما يخصّ التسويق. تبقى نهضة العمل السوري مرهونة بحسب ـــ آراء فنية متقاطعة ـــ بعملية إعادة الإعمار وإطلاق فضائيات جديدة، خاصة أن قناتين سوريتين جديدتين تستحصلان على الموافقات اللازمة وفي طريقهما إلى النور. وقد جرّبت الدراما السورية أخيراً ملامح الحلّ من خلال قناتين مشفرتين تشتريان بعض الأعمال وهما osn و«bein دراما». مع العلم أن الأخيرة افتتحت بثّها بأكثر من عمل سوري مثل «الغريب» (عبد المجيد حيدر ومحمد زهير رجب) و «وردة شامية» (سليمان عبد العزيز وتامر اسحاق) بطولة سلافة معمار وندين تحسين بيك (الصورة) وسلوم حداد. وقد باشرت أخيراً بعرض «هواجس عابرة» (حسن مصطفى ومهند قطيش)، مما حقّق نشوة وقليلاً من الارتياح لإمكانية صمود المسلسل السوري. فكيف لو صار هناك خمس محطات محلية تشتري الأعمال الوطنية بشكل دائم، قبل مجرد التفكير في تسويقها إلى الفضائيات العربية؟! سؤال يختصر الحلّ لواقع الدراما السورية المأزوم هذه الأيّام.