عاد فاتح المدرّس (1922- 1999) إلى مرسمه في ساحة النجمة، وسط دمشق، بعد غياب. لم يجد التشكيلي الرائد فوضاه القديمة ورائحة ألوانه، عدا جدارٍ واحد حمل لوحة بالأبيض والأسود كان رسمها على الحائط مباشرة، فبقيت روحه تحوم في المكان.
أمس، أتاح عصام درويش وريث صالة «مرسم فاتح المدرّس» فرصة استثنائية للجمهور الدمشقي مشاهدة تخطيطات ولوحات صغيرة من مقتنياته، تعود إلى فترتي الخمسينيات والستينيات من القرن المنصرم، كان المدرّس قد أنجزها على الورق بالأبيض والأسود، بالإضافة إلى لوحات صغيرة تمثّل تجاربه الأولى، كأنها بريشة فنان آخر. ذلك أن مدرّس ــ حسب توقيعه على لوحاته ـــ قطع أشواطاً طويلة في انضاج تجربته التشكيلية وبصمته اللونية، خصوصاً بعد دراسته الفن في روما وعودته إلى دمشق. اشتمل المعرض على 48 عملاً ، بينها بورتريهات لعمر أبو ريشة، وأدونيس، وطارق الشريف، بالإضافة إلى وجوه ريفية، ستأخذ مكانها لاحقاً في لوحاته المعروفة كترجيع لذاكرته الاولى في الشمال السوري «كفر جنّة» التي ظلّت تلح عليه طويلاً، إذ تتمازج الطبيعة بوجوه الفلاحات في كيمياء لونية متفرّدة.
دمشق، مرسم فاتح المدرّس، حتى 17 آذار (مارس) الجاري ـــ للاستعلام: 00963112252250