strong>«قمة» رباعية تجمع الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والعماد ميشال عون ورئيس مجلس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، أكدت السعي العربي إلى الاستقرار الداخلي، بينما تتابعت النقاشات في ملف الـ«سكود»، حيث أكد السيد حسن نصر الله أن هذا الأمر إذا تمّ أو لا، انعكس إيجاباً على وضع المقاومة
جاءت زيارة رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، إلى بيروت أول من أمس لتؤكد أنّ الرعاية العربية للاستقرار الداخلي مستمرّة. وتكرّس هذا الاهتمام القطري بجمع الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون في عين التينة أمس بحضور الرئيس نبيه بري. وأكّدت مصادر متعددة أنّ البحث تناول التشديد على المحافظة على الاستقرار والشراكة. وقال أحد المطلعين على أجواء اللقاء إنّ «الاجتماع دام دقائق، والحديث جرى في العموميات من دون الدخول في التفاصيل، وجرى التطرّق إلى موضوع الانتخابات البلدية في بيروت». وأكد المصدر نفسه أنّ الضيف القطري نقل الكثير من التمنيات لحلحلة الملف البلدي في العاصمة، مع تأكيد المصدر أنّ هذا التمني القطري لم يؤدّ بعد إلى أي نتيجة إيجابية بشأن حلّ الاستحقاق الانتخابي في بيروت توافقياً، رغم أنّ الحريري وعون اتفقا على عقد لقاءات ثنائية مباشرة بينهما. وكان حمد بن جاسم قد عقد قبيل هذا اللقاء اجتماعاً مع الرئيس بري بحضور الوزير طارق متري والنائب علي حسن خليل والدكتور محمود بري. ثم أقام بري مأدبة غداء تكريمية، تحدّث فيها مشيداً بالدولة القطرية ومسؤوليها، ومؤكداً «أن الوحدة والسلام والاستقرار التي ينعم بها اللبنانيون هي أولاً بفضل الله، وثانياً بفضل القادة العرب الذين يرون أن لبنان ضرورة عربية، وبفضل غيرة هؤلاء الأشقاء ومحبتهم، وفي الطليعة قطر التي صاغت اتفاق الدوحة الذي سيبقى علامة مضيئة في تاريخ لبنان». وقال: «أتمنى أن يجري ترتيب الأولويات العربية، وخصوصاً القطرية، انطلاقاً من بناء وصنع مصالحة وطنية فلسطينية، وصولاً إلى وحدة الموقف الفلسطيني والعربي».
أما رئيس الوزراء القطري، فارتجل كلمة أمل في خلالها أن تكون دولته «على قدر المسؤولية في التعاون مع أشقائنا في لبنان»، مشيراً إلى وجود الكثير من التهديدات حول هذا البلد. وتوجه إلى اللبنانيين بالقول: «وهذه التهديدات لا تواجهونها بالسلاح، بل بوحدتكم».

سليمان: لا لتدويل الحدود

وعلى صعيد آخر، رفض رئيس الجمهورية ميشال سليمان تدويل الحدود اللبنانية ـــــ السورية، مؤكداً أنّ هذا الطرح غير مقبول، بل «على العكس نتعاون على ضبط الحدود». وعن ملف تزوّد حزب الله بصواريخ «سكود»، اتّهم سليمان إسرائيل بأنها «تهرب إلى الأمام وتضخّم الأخطار المحيطة بها في لبنان وسوريا، وصولاً إلى إيران للتهرب من التزاماتها». أضاف: «وفق معلومات الأجهزة الأمنية اللبنانية، لا يوجد مثل هذه الصواريخ».
نصر اللّه: «سكود» للتهويل
وفي السياق نفسه، قلّل الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، من الضجة المثارة حول صواريخ «سكود»، واضعاً إياها في سياق التهويل على لبنان وسوريا. ورأى نصر اللّه، في مقابلة مع تلفزيون الراي الكويتي، أنّه بمعزل عما إذا كانت سوريا سلمت «حزب الله» هذا النوع من الصواريخ، فإنّ الوقع النفسي لإثارة هذه المسألة جاء «لمصلحتنا». وكرّر نصر الله تأكيده أنّ المقاومة قادرة على أن تفي بالتزاماتها الدفاعية، مضيفاً أنّ رسالة اللقاء الثلاثي في دمشق هي رسالة واضحة، وقد قرأها الإسرائيليون والأميركيون. وأكد أن «أي حرب إسرائيلية جديدة على أيٍّ كان في المنطقة ستكون مغامرة كبيرة وغير محسوبة... وستؤدي إلى تغيير خريطة المنطقة».
وإذ رحّب نصر اللّه بطاولة الحوار، شدّد على أنّ قوّة حزب اللّه لم تترجَم قط سياسياً، مذكّراً بأنّ «المقاومة الوحيدة في التاريخ التي انتصرت ولم تطالب بالسلطة هي مقاومة حزب الله»، لا بل «لم نطالب بتغيير الدستور ولا الميثاق الوطني ولا الأعراف القائمة ولا اتفاق الطائف ولا الحصص الطائفية».
ورحّب نصر اللّه بالتوافق في الانتخابات البلدية، بيروت ضمناً، نافياً أن يكون أي تعديل حكومي قد بُحث معه. ورأى نصر الله أن طريق الحريري ـــــ دمشق «سالكة»، لكن «لا يكفي أن يأتي فريق سياسي ويقول إننا نريد بناء علاقة جيدة مع سوريا... ثم يبقى جزء أساسي من هذا الفريق... لا يترك مناسبة إلا ينال من سوريا».
وفي موضوع المحكمة الدولية، أكّد نصر الله وجود ترتيبات لبدء الاستماع لشهود من حزب الله. لكنّه كرّر الإعلان أن «ليس لدينا ثقة... لا بالتحقيق ولا بالمحكمة». وكشف أنه «سنطالب الحكومة اللبنانية باعتقال محمد زهير الصديق بعنوان مزوّر، بعنوان شاهد أو محرّض على الفتنة». ورفض معادلة «إما العدالة وإما الاستقرار»، لأن «هذا المنطق يعني القبول باتهامنا، ونحن نرفض هذا الاتهام جملة وتفصيلاً وندين أي اتهام يصدر لأي أخ من إخواننا».

الحريري ودير شبيغل

وبشأن اغتيال الرئيس رفيق الحريري أيضاً، كشف المدير العام السابق للأمن العام، اللواء جميل السيّد، أمس، أنّ الرئيس سعد الحريري كان يردّد قبل نشر تقرير دير شبيغل إنّ المتورط في اغتيال والده هو تنظيم «القاعدة» بالتعاون مع مجموعة غير منضبطة من حزب الله هي اختراق سوري للحزب.
وأشار السيّد في مقابلة مع تلفزيون «أو. تي. في» إلى أنّ سوريا ستصدر أحكاماً غيابية بحق شهود الزور في قضية الحريري إذا لم يمتثلوا للقضاء السوري في مهلة أقصاها 3 أشهر.

نقاشات القرار 1559

إلى ذلك، رأى ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن، خلال نقاش مغلق لتقريره الأخير في مجلس الأمن، أن احتمالات نشوب نزاع مسلح بين لبنان وإسرائيل باتت أضعف في الأيام الأخيرة مما كانت عليه قبل أسابيع، لكنه حذر من أن القضايا الجوهرية الأساسية لا تزال تمثّل تهديداً لأمن المنطقة، مشيراً إلى أن أهم عنصر فيها هو بقاء وجود تنظيمات ثقيلة التسلّح.


الموت يغيّب علم الدينوكان علم الدين، المولود في المنية عام 1940، ابن النائب الراحل محمد مصطفى علم الدين، الذي كان أول من مثل المنية في الندوة البرلمانية عام 1960 ولدورتين متتاليتين. وهو متأهل من السيدة ليديا علم الدين، وله منها ابنة وحيدة اسمها ألانا صوفيا. وهو حائز على شهادة دبلوم في الهندسة الزراعية من الأكاديمية الزراعية في صوفيا في بلغاريا، ونال دكتوراه دولة في الهندسة الزراعية من البلد نفسه. ترشح إلى الانتخابات النيابية عام 1992 عن المقعد السني في منطقة المنية في الشمال، لكن الحظ لم يحالفه يومها، ليعود ويترشّح ويفوز في الدورتين الأخيرتين، في دورة 2005 على لائحة «المصالحة والإصلاح»، وفي دورة 2009 على لائحة 14 آذار.