«البرنس» غسان غصن

غسان غصن، رئيس الاتحاد العمالي العام، شخص «كلاس». عن جدّ وبلا مسخرة، الرجل مظلوم. فهو في آن رجل نبيل و«شيك»، لكن شاءت الظروف أن يترأس «أشرشح» فئة في البلد، أي العمال.

هكذا، يحاول الرجل أن يرفع مستوى مَن يمثّلهم، لكنهم، على ما يبدو، لا يفهمون. لا بل إنهم يستمرّون بشدّه إلى تحت.. إلى القاع حيث هم، بمشاغل يومية سخيفة. وهذا طبيعي، فلا يمكن للنبلاء والرعاع أن يتكلموا اللغة ذاتها: يقول لهم شرق، فإذا بهم يذهبون غرباً، يقول لهم شمال، فإذا بهم يتّجهون إلى الجنوب. ما هذا؟ كيف يصبر على هذا الضيم منذ العام 2003؟ لا أعرف.
في معركة الأجور ما غيرها، تلك التي وقف فيها «البرنس» إلى جانب وزير العمل المستقيل شربل نحاس، حاول الرجل أن يُفهم الناس لماذا رفض الحد الأدنى للأجور «العالي» الذي طلبه نحاس، لكنهم لم يفهموا. فالحد الأدنى للأجور يجب أن يكون بكل بساطة أدنى! فلم يرفعه نحاس هكذا؟ هل يحب وزير العمل العمال أكثر من رئيس اتحادهم؟ ما هذه الهرطقة؟ وبما أن وعي العمال متدنٍ، فإن أحداً لم ينتبه إلى أن نحاس كان يحيك مؤامرة عليهم: فلو قبلوا «الحدّ الأعلى» لنحاس، لفقدوا تسمية «الحد الأدنى»، وبالتالي أي حجّة للتحرّك مستقبلاً؟ هه؟ لكن على مَن تقرأ مزاميرك يا غسان؟
ثم، شيّد النقيب للعمال مقراً للاتحاد العمالي العام، نوعاً من بيت.. يؤوب إليه ممثلهم، خلال الاستقبالات والاجتماعات الضرورية لإصدار بيانات تنديديّة إلى غائمة أحياناً. بيت يفتخر به العمال كلما زارت التلفزيونات «مقرّهم»، للتحدث إلى رئيسهم.
وها هو أمس، في محاولة أخرى، قال إنه سيقوم بإضراب راقٍ: لا حرق دواليب ولا هتافات ولا مظاهرات في الشارع تعطّل الناس وتزحم السير. فزحمة السير لا تنقصها مظاهرات، وفي البلد زوار كبار، لا يجب أن يروا هذا الوجه القبيح للبنانيين (أو من اللبنانيين). فالتظاهرات وحرق الدواليب والهتاف بصوت عالٍ في الشارع، فضلاً عن يافطات لن يسلم محتواها من شتيمة خارج قاموس الأدب هنا، أو تعكير صفو علاقات مع دولة صديقة هناك، كلها أشياء لا يحبّها «البرنس». والناس الذين ستتعطل أشغالهم مَن سيشتمون؟ العمال. هكذا، كاد التظاهر «غير الراقي»، يتسبّب بشرخ اجتماعي بين اللبنانيين، قد تتسلل منه المافيات لتضرب السلام الاجتماعي. وهو سلام يتعاون غسان غصن وأرباب العمل على إرسائه، عبر غضّه النظر مثلاً عن الصرف التعسفي الذي طال آلاف العمال حتى اليوم في غياب مجالس العمل التحكيمية، أو بـ«تطنيشه» على القيام بتحرّك احتجاجي في وجه أصحاب المستشفيات الذين توقفوا عن استقبال مرضى الضمان الاجتماعي، وهم على فكرة، أي أصحاب المستشفيات، زملاؤه في مجلس إدارة الضمان، أو عدم التعليق على تخفيض وزن ربطة الخبز إلى 900 غرام.
فربطة الـ«900 غرام» أرشق و«أكلس» و «أشيك» بما لا يقاس من تلك الربطة «الدبّة أم عشرة أرغفة».
باختصار، غسان غصن نقيب «شيك»، والشيك يحرر لحامله.

التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 5/20/2012 1:25:04 PM

اذا البرنس الشيك لا يستطيع حمل العمال(المشرشحين)بكل فخر فليرمي هذا الحمل عن ظهره وبلا شرشحة.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 5/7/2012 11:21:31 AM

النحّاس هوّ البرنس بتاعنا مش الانتيكاتي ده... داهية تقرفو...

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 5/3/2012 11:23:34 PM

البرنس = البزنس ونحن نعيش في عالم البزنس بكل تفاصيله ... وارقامه ... وشيكاته... من يعوض علينا نحن الفقراء... رغيفاً خسرناه ... البرنس أما البزنس

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم