رقم البرقية: 06BEIRUT2353التاريخ: 13 تموز 2006 11:01
الموضوع: رئيس مجلس الوزراء اللبناني، السنيورة: «نحن بحاجة للمساعدة».
مصنّف من: السفير جفري د. فيلتمان.

ملخّص
1. عبّر رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة للسفير هذا الصباح عن قلقه العميق من أن الأزمة الأمنية الحالية قد بدأت تنكشف «وكأنها وفقاً لسيناريو»، ومع امتثال إسرائيل وحزب الله للعب أدوار محددة يتوقعها المرء فقط في مسار نحو حربٍ إقليمية في أسوأ احتمال. وقال إن الطريقة الوحيدة لإنقاذ الموقف تكمن في «تغيير الحكومة اللبنانية للسيناريو» عبر فصلها عن أعمال حزب الله، وتثبيت مسؤولية الحكومة اللبنانية في ضبط الأمن في الجنوب، والحفاظ على السلام على طول الخط الأزرق، واحترام جميع القرارات الدولية ذات الصلة، وطلب الدعم من الأمم المتحدة للتفاوض على قرار سلمي للأزمة الحالية. وقد انتقد السنيورة ردة فعل إسرائيل العسكرية خلال الـ24 ساعة الماضية واصفاً إياها بـ»غير المتناسبة» و»غير المساعِدة». وقد طلب مساعدة الحكومة الأميركية، فضلاً عن مساعدة دولية، في الطلب من الإسرائيليين التراجع عن حدّة هجومهم العسكري ورفع الحصار الجوي والبحري عن لبنان. كما أفاد السنيورة بأن الرد الإسرائيلي يلائم طموحات حزب الله ودمشق، وأنه يمهد الطريق لإعادة احتلال سوريا للبنان. ناقش السنيورة والسفير المبادرات الدبلوماسية الدولية لحل الأزمة، من ضمنها عرض ألماني للعب دور الوسيط بين لبنان وإسرائيل. أضاف السنيورة أن بياناً رئاسياً من مجلس الأمن قد يكون مفيداً – حتى لو كان ينتقد لبنان – ومن الممكن أن نكتشف عبره إمكان استخدام مسألة التجديد لقوات «اليونيفيل» كوسيلة لإعادة إحكام السيطرة في الجنوب. لقد كان المزاج متجهّماً في السرايا الكبيرة اليوم، وبينما كان الاجتماع يوشك على الانتهاء، اقترب السنيورة من السفير وهمس في أذنه بنبرة حاسمة «نحن بحاجة للمساعدة». (نهاية الملخص)
قلِقٌ من التصعيد المتسارع، السنيورة يقترح ردّاً شديد اللهجة من الحكومة اللبنانيّة
2. في صباح الثالث عشر من تموز/ يوليو، زار السفير وأحد الدبلوماسيّين السياسيّين (من السفارة) رئيس مجلس الوزراء في السرايا الكبيرة. كان السفير البريطاني في لبنان، جايمس وات، حاضراً في الاجتماع أيضاً. وفيما كان رئيس مجلس الوزراء يهم بالجلوس، اشتكى من أن الرد العسكري الإسرائيلي الشديد قد سبّب نتائج عكسية، وأنّ اللبنانيّين بدأوا بالتوحّد خلف حزب الله. ثم قال إنّه عاد ليخطّط فردياً لردٍّ حكومي شديد اللهجة، وإنّه دعا إلى اجتماعٍ لمجلس الوزراء في فترة ما بعد الظهر لبتّ هذا الموضوع. وقال إنه سيدعو خلال الاجتماع إلى بيان شديد اللهجة حول فصل الحكومة اللبنانية عن أعمال حزب الله. كذلك قال السنيورة للسفير إن الطريقة الوحيدة لـ»تغيير السيناريو» ولأخذ زمام المبادرة من حزب الله تكمن في الضغط للتوصّل إلى موقف موحّد للحكومة اللبنانية حول تكريس سلطة الحكومة بصفتها الجهة الوحيدة الضابطة للأمن في الجنوب، والدعوة إلى وقف إطلاق النار على طول الخط الأزرق، واحترام جميع القرارات الدولية ذات الصلة، وطلب الدعم من الأمم المتحدة للتفاوض مع إسرائيل على وقف فوري لإطلاق النار من الطرفين. سأل السفير رئيس مجلس الوزراء إن كان قد أدلى علناً بمثل هذه التصريحات، فردّ السنيورة قائلاً «كلا ولكنني سأفعل». وقال إنه صرّح الليلة الماضية، فاصلاً الحكومة عن أعمال حزب الله، لكنّه اعترف بضرورة اتخاذ موقف أقوى وأكثر شمولية في وجه التصعيدات الخطيرة من كلا الطرفين هذا الصباح.
3. ثم عاد السنيورة إلى موضوع استعمال إسرائيل للرد العسكري كعقوبة هذا الصباح، واشتكى من كونهم يجعلون الوضع أكثر سوءاً مع أفعال «غير متناسبة» تؤدّي إلى توحيد الرأي العام العربي خلف حزب الله وضد إسرائيل. «إنهم يشلّون اقتصادنا، يقتلون أهلنا، سوف يُرجِعوننا عشرين سنة إلى الوراء. هذا لن يساعد». ردّاً على ذلك، قال السفير إن من المهم أن تقوم الحكومة اللبنانية بفصل نفسها بمصداقية عن هجومات حزب الله إن أملت أن تخفض إسرائيل من حدة ثأرها.

توكيل حزب الله في اللعبة السوريّة الإيرانيّة

4. بقدر تسليمه بالأمر، عبّر رئيس الوزراء عن قلقه إزاء سوريا وإيران أيضاً. قال كبير موظفي رئيس مجلس الوزراء، السفير محمد شطح، إن حملة حزب الله الأخيرة قد أجريت بطريقة جليّة لمنفعة سوريا وإيران. «يريدون صرف الأنظار عن تحقيقات لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة وقضية النووي. هذا هو التفسير الوحيد لما قام به حزب الله بعد أن وعدنا بالبقاء هادئاً». رئيس مجلس الوزراء أخذ خطوة إضافية إلى الأمام، مضيفاً: «لقد كانوا على علمٍ مسبق بنتيجة أفعالهم. لقد رأوا ما حصل في غزة، لقد علموا كيف سيكون رد فعل الإسرائيليين. القضية لا تمت بصلة لمقايضة السجناء حتى لو كان هذا هو الهدف المُعلن عنه». سأل السفير رئيس مجلس الوزراء عن رأيه بالتصوّر الإيراني – السوري لهذه اللعبة في هذه الحالة، فتنهّد السنيورة قائلاً إنهم «يريدون تعطيل حكومتنا وتأخير المحكمة الدولية»، معترفاً بأنّ شلّ الحكومة اللبنانية قد تتبعه إعادة احتلال سوريا للبنان «لتنقذه» من إسرائيل. أضاف إن إيران تريد فتح جبهة إسرائيل الشمالية لصرف الأنظار عن التوتر المتصاعد حول برنامجها النووي.

محاولات للحلّ

5. شكر السنيورة السفير على ملاحظات وزيرة الخارجية البارحة، وقال إنه تكلّم مرتين مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. قال إن أنان يفكر في إرسال موفد إلى لبنان للمساعدة على التوسّط بشأن الأزمة. قال السنيورة إنّه يُفضّل «شخصاً يفهم المنطقة»، مقترحاً تيري رود لارسن، رغم علمه أن أنان يفكر في مرشحين آخرين بداية. كما قال السنيورة إنّه تكلّم البارحة مع الرئيس المصري حسني مبارك والحكومة السعودية أيضاً، مضيفاً أن الأمير سعود أبدى دعماً قوياً بقوله للسنيورة، يجب أن لا تقبلوا «أن تقوم أي منظمة (مثل حزب الله) بتقويض الأمن القومي العربي السيادي».
6. وقد كشف السنيورة عن عرض قال إنّه تلقّاه من ألمانيا البارحة للخدمة كوسطاء في التفاوض بين لبنان وإسرائيل. قال السفير البريطاني وات إنها فكرة جيدة، وإن كان الإسرائيليون مرحّبين بها، فستخدم كقناة خلفية مفيدة ومتكتّمة. لكن السفير البريطاني قال إن من غير الواضح بتاتاً إن كان الإسرائيليون يرحبون بمبادرة مماثلة. شدد السفير على هذه النقطة مبدياً بعض التحفظات. أشارت رولا نور الدين، المساعدة الخاصة لرئيس مجلس الوزراء، إلى ضرورة الحذر في إنشاء تلك القناة الخلفية كي لا تبدو كأنها محاولة لتحرير السجناء، الأمر الذي سيُفسَّر كنصر لحزب الله أو أقلّه كتبنٍّ من الحكومة اللبنانية لخطة حزب الله.
7. طرح محمد شطح إمكان صدور قرار من مجلس الأمن حول الوضع. قال السفير وات إن أيّ قرار لمجلس الأمن سيتضمّن كذلك، حتماً، شجباً لأعمال حزب الله. أفاد السنيورة في رده أن بياناً رئاسياً داعماً يصدر عن مجلس الأمن هو أكثر ملاءمةً للمرحلة الحالية من قرار لمجلس الأمن. قال السنيورة إنه بوجود خيار التجديد لقوات اليونيفيل على الطاولة، من الممكن لرئيس مجلس الأمن أن ينظر في أمر هذا التجديد كوسيلةٍ لتثبيت السيطرة في الجنوب اللبناني. وقال السنيورة إنّه لا يزال يظنّ بوجود فائدة من التحرّك في نيويورك حتّى لو تضمّن بيان رئاسة مجلس الأمن انتقادات حادة للبنان ودعوة لإسرائيل لضبط النفس.

مساعدة في الحصار

8. بعد أن ترك السفير الاجتماع بقليل، هاتفه السنيورة قائلاً إنه نسي ذكر نقطة أساسية. قال إنّ إعلان إسرائيل حصارها الجوي والبحري على لبنان «يدفعنا جميعاً إلى حضن سوريا». «إنّ سوريا تصبح رئتينا»، مضيفاً: «لا يمكننا التنفس إلا عبر السوريين». وشدد على أن تضغط الولايات المتحدة على الإسرائيليين ليرفعوا الحصار أو يخففوا من حدته على الأقل. ومرّر أيضاً طلباً محدداً: يريد اللبنانيون إرسال ست طائرات فارغة (خمسٌ منها تابعة لطيران الشرق الأوسط وطائرة سادسة) من بيروت إلى لارنكا. وقد أعرب السنيورة عن أمله بأن تقنع الولايات المتحدة الإسرائيليين بالسماح للمطار بالعمل لمدة 60 إلى 90 دقيقة لإجلاء تلك الطائرات (ادّعى السنيورة أن بالإمكان إصلاح المدارج بسرعة للسماح بمغادرة الطائرات).
فيلتمان