يوصي مؤتمر الثانويين الفلسطينيين بدور أكبر للجان الشعبية في المخيمات باتجاه تحسين الواقع التربوي في مدارس الأونروا
فاتن الحاج
لا يترقب أحمد يعقوب، الطالب في ثانوية بيسان في مخيم عين الحلوة، نتيجة امتحانات الاجتماع والاقتصاد الرسمية، «حيث النجاح تحصيل حاصل»، بل إنّ القلق يأخذ الشاب إلى أماكن أخرى: هل سينال المنحة الدراسية لمتابعة تحصيله الجامعي أم أنّ الأبواب ستقفل أمامه وتذهب بالتالي الجهود التي بذلها لبلوغ هذه المرحلة هباءً منثورا؟، ماذا عن الجهة التي ستقدم له المنحة هل ستشترط أن يؤيد طرفاً سياسياً بعينه كشرط لإعطائه المنحة، هل سيدرس الهندسة التي يعشقها، أم أنّه سيضطر لاختيار اختصاص آخر أقل كلفة؟ ثم ما هي الخيارات المفتوحة أمام الشاب الفلسطيني بعد التخرّج؟
هواجس كثيرة تشغل بال أحمد وغيره من الطلاب الثانويين الفلسطينيين الذين التأموا أمس في قاعة النجدة ـ مخيم شاتيلا، لمناسبة انعقاد المؤتمر السابع لمنظمة الجيل الجديد في اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني (أشد) بعنوان «معاً وسوياً من أجل رفع المستوى التعليمي في مدارس وكالة الأونروا».
روى الشباب تفاصيل المشكلات التي تحدث معهم داخل مدارس الأونروا، فنالت الوكالة النصيب الأكبر من الهجوم، ليس بهدف «السلبطة»، كما يقول عاصف موسى، مسؤول الطلاب في أشد ـ صيدا، إنما بصفتها الشاهد الحي على تشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين بقرار من العالم أجمع. وينتقد موسى توظيف أموال الدول المانحة في غير مكانها الصحيح. ويستغرب الاستئثار في المساعدات التي تتلقاها منظمة التحرير الفلسطينية، والتي تذهب باتجاه أبناء حركة فتح حصراً، بينما المنح هي حق لكل الطلاب، كما يؤكد. أما الخطر الأكبر الذي يتوقف عنده موسى فهو التسرب والذي «ساهمت الوكالة في تفاقمه عبر طرد الطلاب الضعفاء المستوى، في محاولة منها للحصول على نسبة نجاح»مفتعلة» لدى الطلاب الفلسطينيين في الشهادة المتوسطة». وقد يكون من أسباب التسرب مغادرة الطلاب المدارس بإرادتهم وخصوصاً لإعالة عائلاتهم الفقيرة. يتدخل أحمد سلّام، مسؤول منظمة الجيل الجديد في مخيمات صور، ليعطي مثلاً حياً عن تراجع المستوى التعليمي حين فاز ستة طلاب فقط من أصل 45 في الامتحانات النهائية في أحد الصفوف الإبتدائية. والمفارقة أنّ قسماً من الراسبين سيترفع تلقائياً بسبب اعتماد الأونروا لسياسة الترفيع الآلي لنسبة معينة، لم يفدنا المعنيون بحجمها.
لكن اللافت في مداخلة سلّام هو الحديث عن غياب الجدية في اعتماد الأونروا للأخصائيين النفسيين القادرين على محاكاة الطفل واكتشاف مكامن الخلل في شخصيته ونفسيته. أما السبب الذي تقدمه الوكالة، بحسب سلّام هو عدم القدرة المادية على التوظيف. وقد يكون الطالب في مخيم نهر البارد أحوج ما يكون إلى مثل هؤلاء الأخصائيين النفسيين بعد خروجهم من حرب «لا ناقة لنا فيها ولا جمل»، كما يقول محمد السبعيني، الطالب في ثانوية غزة في المخيم. ويثير السبعيني بقلق مشكلة اكتظاظ الصفوف في «البراكسات» حيث يصل عدد الطلاب في الصف الواحد إلى 55 طالباً، إضافة إلى غياب البرامج التثقيفية والأنشطة الرياضية. ولا يختلف الوضع في ثانوية بيسان في مخيم عين الحلوة لجهة التجهيزات ووسائل الإيضاح والأنشطة. لكن ما يتحدث عنه الطالب في الاجتماع والاقتصاد طارق الصفدي يبدو أكثر خطورة وهو عدم تأمين المعلم البديل إذا تغيّب المعلم الأصيل لأسباب خاصة. ويروي الصفدي باستغراب كيف دخلت معلمة الاجتماع الحامل لمرات معدودة الصف لتغادرهم بعد ذلك طوال العام الدراسي، فضلاً عن تغيير المدير 5 مرات في ثلاثة أشهر.
وحدها ميساء صالح، مسؤولة قطاع الطلاب في البقاع، تحدثت عن انجاز حققه اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني بعد 32 اعتصاماً وهو افتتاح ثانوية للأونروا في سعدنايل، وإن شكت صالح عدم تأمين الوكالة انتقال الطلاب إلى ثانويتهم الواقعة في منطقة جبلية على أطراف البلدة وبعيدة نسبياً عن مخيم الجرمق.