«ما يطلبه المخطوفون»

لولا مقتل 3 من بين48 مخطوفاً إيرانياً في سوريا، لكانت نشرة أخبار «ال بي سي» أمس، أظرف برنامج كوميدي جدير بالمتابعة في رمضان. فقد تحولت النشرة إلى مزيج من برنامجين شهيرين: الأول "نحن بخير طمنونا عنكم"، والثاني "ما يطلبه المستمعون"، وذلك بعد 3 أشهر على خطف الرعايا اللبنانيين الأحد عشر، و«استضافتهم» لدى جناح «ظريف» من أجنحة «الثورة السورية»، يشبه تماماً مشهد «فهد وعباس» في نزل السرور لزياد الرحباني.

فأن تتحول قصة من المفروض أنها حدث مأساوي وخطر، إلى كوميدية رغم احتفاظها بخطورتها، ليس شيئاً سهلاً. عناصر مهمة يجب أن تتوافر لهذا النوع من التحولات، وهي عناصر تشبه إلى حدّ بعيد ما «توفّر» لاعتصام صيدا المفكوك، أقصد اعتصام الشيخ أحمد الأسير.
المشترك بين الاثنين أولاً اختيارهما «للشيعة» هدفاً، وثانياً ارتفاع سقف مطالبهم، وبالتالي استحالة تلبيتها. فسلاح حزب الله الذي خيضت مواجهات دولية، لم تنجح، لنزعه، والموقف الاستراتيجي للحزب مما يحصل في سوريا، لا يمكن لتهديد بقطع طريق أو خطف رهائن أن يبدّله. والسؤال يطرح: ألا يعرف أبو إبراهيم والشيخ الأسير أن مطالبهما مستحيلة التحقيق، وخاصة بالطريقة التي يتّبعونها؟ أستبعد أن يكونا بمثل هذا الغباء برغم كوميديتهما. فما المطلوب حقاً إذا؟ الجواب يبدو هيناً: فتنة شيعية ـ سنية أو لبنانية ـ سورية على خلفية طائفية سياسية. وفي هذا أيضاً لم ينجح الطرفان. ففك الأول اعتصامه بإخراج مبهم، ويبدو الثاني حائراً في كيفية الخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه، وخصوصاً أنه أصبح شخصية إعلامية، ما جعل تعبئة الفراغ في هذه اللحظة، عرضة لارتجال مضحك مبكي.
هكذا، تحوّل الخاطفون إلى أسرى لمطالبهم المستحيلة، ما تطلّب تدخل... المخطوفين أنفسهم. وجوهر التدخل هو مسارعة المخطوفين لإنقاذ الخاطفين من إحراج قد يغضبهم، فيدفعهم، عن «كبر راس» إلى تصفيتهم ربما.
ولأن للمخطوفين اللبنانيين خبرة ببسيكولوجيا تسوية «لا غالب ولا مغلوب» اللبنانية، فقد كان اتصالهم أمس بأهلهم مليئاً بالرسائل التي توحي بالاتجاه المرغوب من الخاطفين: شغب في الشارع لإسقاط الحكومة.
لم يكن ينقص أمس سوى أن ينزل المخطوفون أنفسهم لقطع الطرقات وإحراق الدواليب احتجاجاً على عدم التفاوض مع «أبو ابراهيم»، وهو أمر استعاضوا عنه بدعوة أهاليهم إلى النزول إلى الشارع الذي تركوه حين عرفوا أن التفاوض بأيدٍ أمينة.. أي أنه حين لم تقع الفتنة فور اختطاف الزوار الشيعة ولم يخطف سوريون للانتقام، يريد أبو ابراهيم إجبار الأهالي على نوع من فتنة بالقوة.
هكذا تنافس المخطوفون على شتم «النظام السوري المجرم» و«بشار الجحش»، والحكومة اللبنانية و«اللي ما بيعتذروا» ومديح الثورة السورية والضيافة التي يرزحون تحت وطأتها، والتي حاول أحدهم الفرار من جحيمها لكنه أعيد سالماً إلى «الرفاهية اللي عايشين فيها وحياة القرآن أحسن من بيوتنا وبين أهلنا» كما قال العديد منهم في الاتصال الهاتفي الطويل.
ولملء الفراغ، أفكار إضافية من نوع رفض وساطة عباس إبراهيم المكلّف من رئيس الجمهورية بالتفاوض، وطلب وسام الحسن أو أي مسؤول سني «من أجل إيصال رسائل من الشعب السوري إلى الشعب اللبناني»، ودعوة الصحافيين إلى مقابلة المخطوفين.
وبالفعل توجهت 3 فرق تلفزيونية لبنانية اليوم إلى تركيا، حيث ستعبر إلى حيث هم المخطوفون «على بعد 3 كلم من معبر السلامة» داخل الأراضي السورية، وهناك من المتوقع أن يقابلوا المخطوفين وربما سنتابع وقائع رحلتهم في بثّ مباشر فريد من نوعه في تاريخ التلفزيون. لم يكتف أبو ابراهيم بطلب الصحافيين، بل طلب فنانين أيضاً. ولا أعرف ما الذي خطر في باله ليطلب مثل هذا الطلب. ربما أراد لتحركه أن يكون له مطربه الخاص كما هو دارج هذه الأيام، أسوة بفضل شاكر مطرب اعتصام الأسير، ومعين شريف مطرب مواجهة أهالي اليمونة لمتلفي موسم الحشيشة، والله أعلم.

الأسئلة كثيرة في هذه القضية، ولكن أليست هذه سمة التشويق؟ هل ينتهي مسلسل أبو ابراهيم في نهاية رمضان كبقية المسلسلات؟ أم يكون، كما المسلسلات التركية ذات الحلقات الكثيرة التي لا تنتهي بنهاية الشهر؟ ثم مًن من الفنانين من الممكن أن يتوجّه إلى الحدود السورية ـ التركية ليكون نجم «العراضة» التي ينظمها أبو إبراهيم؟. وإن كان الفنانون الشيعة، كمدير الأمن العام الشيعي، مستبعدين، من سيطلب أبو إبراهيم؟
ليت طلباته تكون في هذه النقطة على الأقل معقولة، فلا يطلب مثلاً حضور السيدة فيروز..

يوتيوب فيديو
زياد الرحباني مسرحية نزل السرور الجزء 3
التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/13/2012 12:21:10 PM

اكيد سيطلب ابو ابراهيم افندم مطربة الثورة السورية وكل ثورة في كل الاسواق المطربة الاصيلة اصالة هانم، الا اذا كان الباب العالي على سوريا والحيط الواطي عند اسرائيل اردوغان باشا عنده اقتراحات اخرى.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/10/2012 10:44:00 PM

أنت روعة يا ضحى, مرسي على هللوحة الجميلة.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/8/2012 1:12:31 AM

مرسي عل فيديو

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/7/2012 7:47:08 PM

بدون تفكير عميق أو النظر في العواقب المحتملة (غريزة فقط)، فإني أود "استضافة" UNIFL تركي. أما بالنسبة للترفيه، فيمكنني أن أغني أو على الأقل أعتقد ذلك.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/7/2012 7:00:50 PM

أرجو -وألحّ في طلبي_ أن ينزل هذا المقال لضحى في النسخة الورقيّة غدا إن لم يكن ذلك مقرّرا أصلا. حرام أن يحرم قرّاء الصحيفة "الورقيّون" هذه المقالة الساخرة بإبداع وعمق. رائع يا ضحى رائع! (بالمناسبة: كم أتمنّى لو تكونين من ضمن الوفود المستضافة لتنقلي لنا ما لن ينقله الآخرون، ولكن.. يا خسارة! ضيّعتِ على نفسك الفرصة بكتابتك هذا المقال، وها أنذا أزيد ورطتك إذ أقترح نشره ورقيّا، فمن يدري.. ربّما (هم) يقرؤوون " الأخبار"!). تحيّاتي هيفاء ذياب

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/8/2012 11:30:51 AM

و انا ايضا اضم صوتي لعودة كل كتابات المبدعة ضحى شمس الى النسخة الورقية .. che guevara

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/8/2012 3:51:49 PM

متعة! قراءة مقالاتك متعة. وانا اضم صوتي الى الاصوات الأخرى المطالبة بنشر هذه المقالات الساخرة والجميلة الى النسخ الورقية

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/12/2012 5:19:33 PM

شكرا للقراء الذين طالبوا مشكورين بنشر مقالات "جدار الصوت" في النسخة الورقية من الاخبار. لكن لدي سؤال، برغم سروري بهذه المطالبة، هو التالي: لم يطالب قراء على الانترنت بنشر مقال اعجبه في الجريدة الورقية؟ عن جد..فكرت بالدافع ولم اعثر عليه. حشرية فقط. آه على فوقة: بقي لدي سؤال لم استطع اضافته الى المقالة اعلاه، وهو من الصديقة الفايسبوكية جنى شاهين: من يشرّج تلفون ابو ابراهيم؟ مودتي ضحى

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/13/2012 1:19:51 PM

اختنا العزيزة , انا والدي مغرم بكتاباتك (من ايام حكي سرفيسات) , و استاء كثيرا عندما توقفتي عن الكتابة لفترة في الاخبار , و بما انه ’’دقة قديمة’’ لا يحب و لا يجيد اصلا استعمال الكمبيوتر , الله وكيلك ضاق خلقي من طبع المقالات ليقراها حضرته ... رجاء ارافو بي و ريحوني من طلباته و سؤالاته الدائمة ... الا يستحق قراء الورقية منحهم متعة القراءة مثل الاخرين ؟؟ ليش هالتمييز هيدا ؟! عمر

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/13/2012 12:10:53 PM

والله يا ست ضحى انا بطالب بمقالاتك على الجريدة الورقية كرمال بابا...كل ما اسأله قريت شو كتبت ضحى اليوم بكون ما معه خبر بشي

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/13/2012 12:01:28 PM

من يشرج تلفون ابو ابراهيم؟ شو ها السؤال يا جنى؟ ام ابراهيم طبعا؟ من مقابلاته التلفونيه والتلفزيونيه، يبدو واضحا من هو "رجال العيله".

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 8/7/2012 6:52:49 PM

شو رأيك تروحي تعملي يومين نقاهة بضيافة أبو ابراهيم؟

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم