ربّما لن يكشف أحد إلا مع مرور الوقت، طبيعة النقاشات التي تحصل في مكاتب المؤسسات الغربية والعربية، السياسية أو الأكاديمية أو الأمنية، حول برامج التمويل الخاصة بالمتعاونين مع الجهات والحكومات المانحة، في الدول المقصودة بأيّ هجوم استعماري. ومن الطبيعي أن ما حصل في بلادنا، خلال مرحلة ما بعد 11 أيلول، قد يشي بالكثير من محاولات الغرب لتطويع ناسنا هنا. وهو تطويع، يتجاوز محاصرة الحكومات والأنظمة، إلى احتواء من يُعتبرون في موقع صناعة الرأي العام، مروراً بتحييد من يمكن تحييده عبر الترويج لـ «ثقافة الحياة». لكن ذلك لا يكفي لضمان فعّالية المعركة المفتوحة من قبل الغرب الاستعماري، ضدّ أيّ فكرة، أو قوّة تسعى إلى الاستقلالية عن المركز المُهيمن، في أيّ مكان من العالم.