السيدات لا يزلن ممنوعات من حضور المباريات المحلية في الدوري
ورغم احتفال السيدات بالفوز وبقدرتهنّ على مشاهدة المباراة من على المدرجات، إلا أنّ الاعتراضات ارتفعت بسبب تخصيص عدد قليل من المقاعد لهنّ. 3500 مقعد، إلى جانب 1100 تمت زيادتهنّ في وقت لاحق، هو عدد ضئيل بالنسبة إلى ملعب يتّسع لما يزيد على 78 ألف متفرج. كما تم فصل السيدات عن الرجال عبر صفوف من المقاعد الفارغة، إضافة إلى وضع سياج معدني حول القسم الخاص بالسيدات. إلا أنّ كل ذلك لم يسمح بالتقليل من حماسة المشجعات أو يخفف من بهجتهنّ بالمشاركة في المباراة.
المفارقة أنّ هذا المشهد يأتي بعد مرور شهر على وفاة الفتاة الايرانية سحر خداياري التي أضرمت النار في نفسها بعد أن حُكِم عليها بالسجن لمدة ستة شهور بتهمة محاولة دخول الملعب لمشاهدة مباراة كرة قدم في شباط/فبراير الماضي. إلا أنّ سحر، وهو بالمناسبة ليس اسمها الحقيقي، لم تكن الأولى التي تحاول التسلل والدخول إلى الملاعب، وليست الأولى التي تحاكم بالسجن بسبب ذلك. لكنّ الضجة التي أثارتها وفاة «الفتاة الزرقاء»، وهو لقب أطلق عليها في إشارة إلى لون ملابس فريقها المفضل، فريق استقلال طهران، لعبت دوراً كبيراً في قرار السماح للمشجعات بدخول الملاعب. حينها، دعا العديد من الإيرانيين، وعلى رأسهم قائد سابق للمنتخب الوطني، إلى مقاطعة جميع مباريات كرة القدم حتى يتم رفع الحظر المفروض على النساء في الملاعب. إضافة إلى ذلك، وجدت السلطات الإيرانية نفسها تحت ضغط من الاتحاد الدولي لكرة القدم وتهديده بفرض العقوبات على كرة القدم الايرانية في حال استمرار الحظر، الأمر الذي جعل السلطات ترضخ لطلب الاتحاد الدولي، ولم تجد بدّاً من السماح للسيدات بحضور المباريات الدولية، بدءاً من التصفيات المؤهلة لكأس العالم ضد كمبوديا.
اللافت أنّ هذا القرار خاص بالمباريات الدولية الخاصة بتصفيات كأس العالم المقبل، أي إنّ السيدات لا يزلن ممنوعات من حضور المباريات المحلية في الدوري الايراني لكرة القدم. رغم أنّه لا يوجد حظر رسمي على النساء أو قانون يمنعهنّ من حضور مباريات كرة القدم، إلا أنّ السلطات المحليّة اعتادت ممارسة مثل هذا الأمر وفرضته عليهنّ منذ قيام الجمهورية الإسلامية في إيران عام 1979. استلزم الأمر أربعة عقود حتى حصلت السيدات على حق دخول الملاعب ومشاهدة المباريات الدولية، على أمل أن لا يستلزم الأمر 4 عقود أخرى كي ينتزعن حقّهنّ الكامل في مشاهدة جميع المباريات بحرية تامة، من دون الحاجة إلى التخفي أو التسلل خلسة عن أعين السلطات.