بعدما باءت كلّ جولات المحادثات الأميركية - الإسرائيلية، لتضييق فجوة الخلاف بخصوص إيران وملفّها النووي، بالفشل، يقوم جيك سوليفان بما يبدو أنها محاولة أخيرة لإقناع إسرائيل بضرورة القبول بما قد يتمّ التوصّل إليه في فيينا من اتّفاق، سيكون من شأنه منْع طهران من إنتاج سلاح نووي، فضلاً عن إفهام تل أبيب بمحدودية جدوى الخيارات الأمنية، و«لا جدوى» التلويح بالخيارات العسكرية أو الاستعداد لها. هذا في حال نجحت المفاوضات، بالفعل، في إحياء الاتفاق النووي، معدّلاً أو بنسخته الموضوعة عام 2015، أمّا بخلاف ذلك، وهو ما تتكاثف المؤشّرات والتوقّعات بحصوله، فإن الجهد الأميركي سينصبّ على كيفية منْع إسرائيل من المبادرة إلى عمل عسكري «توريطي»، يُراد منه جرّ الولايات المتحدة إلى حرب، لا ترى فيها الأخيرة أيّ مصلحة. وأيّاً يكن ما ستؤول إليه معركة «عضّ الأصابع» الدائرة حالياً، فالأكيد أن الحليفَين، الأميركي والإسرائيلي، يواجهان تحدّياً غير سهل، متمثّلاً في اليوم التالي لفشل محادثات فيينا