تنظر إسرائيل، بعين القلق، إلى التطوّرات الجارية على الحدود الروسية- الأوكرانية، مُحاوِلةً البقاء على مسافة من طرفَي الصراع ما بين موسكو وواشنطن، مع ميل اضطراري إلى الأخيرة، ربّما تجد نفسها تل أبيب قريباً مرغمة على تحويله إلى انحياز كامل. وبمعزل عمّا ستؤول إليه الأزمة من سيناريوات تصعيدية أو تسووية، ترقب تل أبيب من بين خيوطها، انعكاسات بالغة السلبية عليها، لناحية ما سيولّده التراجع الأميركي من حافزية إضافية لدى أعدائها، فضلاً عمّا قد يحوزه هؤلاء، مستقبلاً، من رعاية روسية - صينية، في حال تحوّل الخصومة بين القطبَين الصاعدَين والولايات المتحدة، إلى عداء، يستدعي منهما حتماً الوقوف مع عدوّ عدوّهما. ولعلّ هذا السيناريو هو ما بدأت إسرائيل تلمس بعضاً من إرهاصاته في سوريا، حيث تواجه ميلاً روسياً مستجداً ومتصاعداً إلى كبح جماح عملياتها، بعدما اعتقدت طويلاً أن تقاطع المصالح بينها وبين موسكو يمكن أن يجنبها تحولات من هذا النوع