تُمثّل الأزمات الدولية والحروب اختباراً فعلياً لمتانة التحالفات والشراكات التي نَسجها أفرقاؤها. أظهرت الحرب الأوكرانية إجماعاً استراتيجياً عميقاً بين الدول الغربية، على رغم الأزمات التي شهدتها العلاقات «بين ضفّتَي الأطلسي» في عهد دونالد ترامب مثلاً، إذ دفعت العديد من الخبراء إلى الحديث عن «غرب جماعي» (collective west)، يقف وِقفة رجل واحد للتصدّي لِما يصنّفه تهديداً مصيرياً. وهو يمتلك لهذه الغاية ذراعاً عسكرية موحّدة: حلف «الناتو». لا يوجد ما يوازي هذا الحلف في عالم اليوم. وعلى الرغم من أن «الصداقة بلا حدود» بين الصين وروسيا، التي جرى الإعلان عنها في 4 شباط الماضي، شكّلت نقلة نوعية في الشراكة المتعاظمة والمتعدّدة الميادين بين البلدَين، إلّا أنها لا ترقى إلى مستوى الاندماج العضوي بين القوى الغربية على المستوى العسكري، بقيادة أميركية طبعاً.